ليبيا ..ورقة أردوغان للخروج من العزلة الإقليمية والدولية
لم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجالاً لأي شك هذا الأسبوع عندما تحدث عن خطط تركيا لبدء التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط في منطقة متفق عليها مع حكومة الوفاق الليبية.
قناة دوتشي فيله الألمانية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيت أن أردوغان فال خلال خطاب استمر ساعتين في أنقرة يوم الخميس "سنبدأ أنشطة البحث والحفر في أقرب وقت ممكن في عام 2020 بعد إصدار التراخيص اللازمة ".
و أشار أردوغان في تعليقاته إلى اتفاق تم التوصل إليه مع حكومة السراج في طرابلس في نوفمبر الماضي ، والذي عدل الحدود البحرية القائمة بين البلدين. وينص الاتفاق على أن بعض حقول الغاز التي اكتشفت في البحر الأبيض المتوسط منذ بضع سنوات لم تعد موجودة في المنطقة البحرية الليبية ، بل تنتمي إلى تركيا.
وتريد أنقرة التأكد من أنها ستحصل على حصتها عندما يتعلق الأمر باستغلال حقول الغاز.
ويضيف التقرير أن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي تعيش فيه تركيا عزلة إقليمية ودولية، حيث جاء الاتفاق مع حكومة السراج خلال فترة من الصعوبات الدبلوماسية لتركيا. وتوترت العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة ، على وجه الخصوص ، منذ أن بدأت تركيا تدخلها في شمال سوريا في أوائل شهر أكتوبر ، وهي خطوة أدت إلى تعقيد علاقات تركيا مع روسيا أيضا.
وتقف كل من تركيا وروسيا على طرفي نقيض في الحرب الأهلية الليبية المستمرة ، رغم أنهما تمكنتا حتى الآن من تجنب المواجهة المباشرة.
و بالإضافة إلى ذلك ، توترت علاقات تركيا مع جيرانها في المنطقة، فقد عانت العلاقات التركية مع المملكة العربية السعودية ، على سبيل المثال، من سياسات أنقرة خصوصا الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين ، ومحاولة الاستثمار البغيضة في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، في اسطنبول في أكتوبر 2018.
كما توترت العلاقات التركية مع مصر بسبب الانتماء السياسي لتركيا ودعمها المفضوح لجماعة الإخوان المسلمين ، وكذلك النزاع على موارد الغاز في البحر الأبيض المتوسط. و كانت مصر قد وضعت خططًا للتحكم المشترك في حقول الغاز المكتشفة مؤخرًا في شرق البحر المتوسط مع إسرائيل واليونان وقبرص، مستثنية تركيا في هذه العملية.
