هل يوجد بديل اقتصادي فعال لدول الخليج العربي وخاصة للملكة العربية السعودية لتعويض اعتمادها الكبير على للنفط. سؤال يطرح بشدة في الاوساط الاقتصادية لهذه البلدان خاصة مع تواصل تراجع اسعار النفط الذي الحق خسائر كبيرة باقتصاد هذه الدول.
صحيفة ايكو الفرنسية اجابت عن هذا السؤال في مقال تحليلي اليوم أكدت فيه بأن السعودية بامكانها تبني نموذج اقتصادي يراعي خصوصياتها الثقافية والدينية.
اذا كانت دول خليجية مثل الامارات وقطر قد نجحت في تبني سياسة اقتصادية بديلة عن النفط ترتكز على القطاع السياحي والمالي كما هو الحال في الامارات العربية المتحدة وعلى الاستثمار في الثقافة والرياضة كما هو الحال في قطر فإن للسعودية وفق استاذ الاقتصاد في معهد غرنوبل للادارة " فازيلي دي لوتور " خصوصيات ثقافية ودينية وبعدا اقليميا وقوميا يجعل من تبني نفس السياسة الاقتصادية للامارات وقطر خطأ فادحا لن تجني منه السعودية غير الاضرار ببعدها الديني وسمعتها كوجهة دينية.
الحل وفق المحلل الاقتصادي الفرنسي هو استثمار الاماكن المقدسة في السعودية لتحويل المملكة الى وجهة سياحية دينية ذلك انه ودائما وفق المحلل الفرنسي يمكن للسعودية استثمار "مكة المكرمة "و" المدينة" والاماكن المقدسة لاستقطاب ملايين السياح المسلمين من كافة البلدان الاسلامية.
وتشير التقارير الى ان مناسك الحج تمثل مناسبة سنوية تجني منها السعودية عائدات هامة حيث يقدر المستشار الاقتصادي السعودي زيد الرماني لصحيفة اليوم السعودية أن إيرادات السعودية من موسم الحج والعمرة للعام 2012 مثلا بلغت أكثر من 62 مليار ريال (16.5 مليار دولار) مع زيارة أكثر من 12 مليون حاج ومعتمر للمملكة.
وتذهب الصحيفة الفرنسية أن الحل الوحيد للسعودية لمواجهة الازمة الاقتصادية وتراجع اسعار النفط في الظرف الراهن وعلى المستوى البعيد هو بناء سياسة اقتصادية جديدة ترتكز على السياحة الدينية والاماكن المقدسة. وهي سياسة ستجني منها المملكة عائدات مالية كبيرة وتحافظ في نفس الوقت على بعدها الديني ووحدة مجتمعها. ذلك انه بإمكان السعودية الاعتبار من نموذج " الحج" لبناء سياسة اقتصادية مغايرة تقطع مع الارتهان لاسعار النفط في السوق العالمية.