السياحة الدينية.. أحد البدائل السعودية لإنهاء اعتمادها على النفط

لا تقف خطة الاصلاح السعودية " رؤية السعودية 2030 عند الاصلاحات الاقتصادية التي تهدف لفك ارتباط وارتهان الاقتصاد السعودي بعائدات النفط حيث تسعى المملكة الى تنويع مصادر دخلها وخلق مصادر جديدة بالاعتماد على الخصائص الدينية والجغرافية  ومن هنا يظهر التوجه السعودي نحو  تنمية السياحة الدينية لتصبح مساهما رئيسيا في الاقتصاد.

وللوصول الى هذا الهدف تؤكد  قناة بي بي سي  أعدت السعودية مجموعة من القرارات والاجراءات حيث تعتزم السلطات تخفيف القيود الحكومية على التأشيرات الممنوحة للحجاج، بما يعني أن المسافرين لمكة والمدينة يمكنهم تمديد إقاماتهم وزيارة مدن ومواقع غير دينية. وهو ما يؤكده ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الذي اشار للجهود السعودية  لتمكين الحجاج والمعتمرين من زيارة  المناطق السياحية السعودية، "مثل مدائن صالح قرب المدينة بعد أدائهم المناسك." ناهيك عن رغبة ولي ولي العهد السعودي في استغلال المقومات الحضارية والتراث العربي الاسلامي في المملكة وإعطائه القيمة التي يستحقها من خلال إنشاء اكبر متحف اسلامي في العالم من المنتظر بأن يكون قبلة للمسلمين القادمين الى السعودية من كل انحاء العالم.

وتمتلك المملكة رصيدا ونخزونا ثقافيا يمكن ان يكون جزءا مهما في تنمية قطاع السياحة الدينية مثل مناطق الحفريات الاثرية حيث يؤكد البروفيسور بجامعة أوكسفورد مايكل بتراجليا ، والذي يرأس فريقا من الأثريين في السعودية، أن هناك العشرات من هذه المواقع – ضمنها جبة والشواميس ونجران – والتي يمكن أن تجذب أعدادا كبيرة من السياح. مضيفا أن  هناك أربعة مواقع يضعها اليونسكو ضمن التراث العالمي في السعودية وهناك أماكن أخرى عديدة تخضع للدراسة في الوقت الحالي .

يذكر أن  السياحة الدينية (الحج والعمرة)  تساهم حاليا بنحو 2.7 بالمئة من إجمالي الناتج القومي السعودي (12 مليار دولار)، حيث يشكل الحجاج والمعتمرون المجموعة الأكبر من زوار المملكة وهو ما تسعى الحكومة السعودية لتعزيزه من خلال  رفع هذه  العائدات لأكثر من 20 مليارا في غضون 4 سنوات، وفق ما يؤكده  مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

وفي ذات السياق يتوقع المجلس زيادة عدد المعتمرين بحلول عام 2020 إلى 15 مليونا، وزيادة عدد الحجاج بحلول عام 2030 إلى 30 مليونا. وفق ما تؤكد قناة بي بي سي.

 وتشهد السعودية في الفترة الحالية اشغالا كبيرة لتهيئة المناطق المستهدفة لتكون قبلة للسياح من الحجاج والمعتمرين على غرار أشغال خطوط سكك حديدية التي  تربط مكة والمدينة وجدة وغيرها من المراكز الحضرية كما أن الخطة التي أعلن عنها مؤخرا لبناء جسر عبر البحر الأحمر يربط المملكة ومصر قد يعزز أيضا عدد الزوار. فمع وجود 90 مليون مصري فإن طريق الحج والعمرة الجديد سيساعد في جلب المزيد من الزوار للسعودية بشكل غير مسبوق.