أثارت تغريدات وزير الشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش والتي هاجم فيها قرار البرلمان الباكستاني بالتزام الحياد إزاء الصراع في اليمن، غضب إسلام أباد، والتي اعتبرت تصريحات المسؤول الإماراتي انتهاكا صارخا لكل الاعراف الدبلوماسية. ووصفت شبكة بي بي سي البريطانية الخلاف بأنه نموذج نادر بين الدولتين الحليفتين. وكان البرلمان الباكستاني قد صدق يوم الجمعة بالاجماع على مشروع قرار يدعم التزام الحكومة بحماية السعودية من المتمردين الحوثيين اليمنيين، ولكنه يرفض طلب الرياض مشاركة قوات وسفن وطائرات باكستانية في الحرب الدائرة في اليمن. وكان وزير الشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش قد هاجم نتيجة التصويت من خلال حسابه في تويتر يوم السبت واصفا اياها بأنها "متناقضة وخطيرة وغير متوقعة"، متهما اسلام آباد بالوقوف في صف ايران التي تهمها الدول الخليجية بدعم الحوثيين. وأضاف قرقاش أن الموقف الباكستاني سيكون له ثمن باهض. ولكن وزير الداخلية الباكستاني شودري نصار علي خان رد مساء الأحد من خلال رسالة شديدة اللهجة اتهم فيها دولة الامارات "باصدار تهديدات." وقال الوزير الباكستاني في رسالته "إنه ليس من السخرية فقط بل امر مثير للتفكير العميق أن يطلق وزير اماراتي تهديدات ضد باكستان. إن التصريح الذي اصدره الوزير الاماراتي يعتبر انتهاكا صارخا لكل الاعراف الدبلوماسية السائدة والمستندة الى مبادئ العلاقات الدولية." ومضى للقول "إن باكستان دولة محترمة ولها علاقات أخوية مع شعبي الامارات والسعودي، ولكن هذا التصريح الذي صدر عن الوزير الاماراتي يعتبر اهانة لذات باكستان وشعبها وهذا أمر لا يمكن قبوله ابدا." كما وصل وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ إلى باكستان في ساعة متأخرة يوم الأحد. وذكرت وكالة رويترز أن الزيارة تأتي عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي وحث فيها الإيرانيون باكستان على دعم الحوار في اليمن بدلا من إرسال قوات. وقال آل الشيخ للصحفيين في المطار إن القرار الذي أصدره برلمان باكستان هو شأن داخلي باكستاني. وأضاف إن العلاقات بين السعودية وباكستان طيبة للغاية ويرجى منها كثير من الخير. وتابع أن باكستان دولة مهمة للغاية وهي دولة كبيرة في العالم الإسلامي. واشار إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقات قوية منذ إنشاء باكستان وأنه ينبغي السعي من أجل تحسين تلك العلاقات بأقصى ما يمكن. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية إن من المتوقع أن يعود الوزير السعودي إلى بلاده يوم الثلاثاء. ولم يتم الإعلان عن جدول تحركاته. يذكر ان باكستان كانت أول دولة تعترف باستقلال الامارات عام 1971، ويقيم البلدان علاقات تجارية وثيقة. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فأن الامارات مستثمر كبير في باكستان كما ان نحو 1,4 مليون باكستاني يعملون في دول الخليج ويرسلون حوالات الى بلادهم تعد رافدا حيويا لاقتصاد البلاد. ووجدت باكستان نفسها في موقف مربك حيال اليمن. فهي تقيم علاقات عسكرية ودينية عميقة مع السعودية واستفادت من مساعدات كبيرة من المملكة. لكنها تحفظت على اقحام نفسها في النزاع الذي يمكن ان ينعكس على النزاع المذهبي على اراضيها حيث تستهدف اعمال عنف باستمرار الاقلية الشيعية في السنوات الاخيرة.