خطت المرأة السعودية خطوات واسعة خلال العشر سنوات الماضية في عدة مجالات فقد اقتحمت مجالات جديدة في التعليم والعمل والسياسة، ففي العام الماضي، صدر مرسوم ملكي بجعل حصص التربية البدنية اجبارية في مدارس الفتيات، كما تقدمت عدة مؤسسات بطلبات للحكومة للتصريح بافتتاح أندية رياضية مخصصة للإناث. واذا أجازت الحكومة تلك الطلبات فإنها ستنضم إلى الخطوات الوئيدة التي خطتها المرأة خلال العشر اعوام الماضية والتي دعمها الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود. ويتخطى عدد الإناث الذكور في الجامعات كما تتزايد أعداد المتقدمات لشغل الوظائف والعاملات عن أي وقت مضى كما انهن شققن طريقهن إلى المناصب السياسية العليا إذ تشغل السيدات 30 مقعدا في مجلس الشورى. تحكي مراسلة بي بي سي باربرا آشر الموفدة إلى الرياض أنه "خلف الأسوار العالية لفيلا أنيقة التي يقع فيها ناد رياضي متخصص تحررت السيدات من العباءات السوداء لتكشفن عن ارتدائهن لأحدث صيحات الملابس الرياضية لكنهن يجب أن يلتزمن السرية فالنشاط الرياضي الجماعي جديد نسبيا في السعودية وهن لا يردن لفت أنظار السلطات التي تطبق نظاما دينيا صارما على مثل هذه التجمعات." وتقول المدربة الأوروبية التي رفضت كالجميع الكشف عن اسمها خوفا من العواقب المحتملة "الفتيات هنا لا يقمن بأي نشاط رياضي منذ ولادتهن وبالتالي فتدريبهن يشبه تعليم طفل كيفية المشي". وكما بدأ النادي الصحي في اجتذاب العضوات رويدا رويدا بدأ أيضا في رفع سقف الأنشطة حتى أصبحت تشمل برامج لرفع الأثقال والتمرينات الأكثر عنفا تؤديها الفتيات على أنغام موسيقى غربية محفزة وتشجع أحداهما الأخرى. في أحد المطاعم الراقية، جلس شباب وفتيات يتسامرون وهم يحتسون المشروبات والعصائر في تحد لقواعد المملكة الحازمة بشأن الفصل بين الجنسين. وقالت إحدى الفتيات إنه "مثل الالتقاء في إحدى الحانات في أي دولة عادية لكن دون احتساء الخمر". لكن تناقل رواد المطعم نبأ وصول الشرطة الدينية كان كفيلا بتفريق الحفلة الصغيرة. والسعودية هي البلد الوحيد في العالم التي لا تستطيع فيه المرأة من الجلوس خلف عجلة القيادة وتراجعت حملات تحدي قوانين منع قيادة المرأة . وتعرب محللة مالية عن مخاوفها بشان المستقبل رغم أنها تقود السيارة عندما تكون خارج البلاد قائلة "لا أعلم إن اجازت الحكومة قيادة المرأة هل سأفعل ذلك أم لا فأنا متخوفة من رد فعل الناس في الشارع فهذا الانغلاق جزء من الثقافة بعيدا عن القوانين". استغلت كثير من الفتيات رغبة الحكومة في دفع المرأة لدخول سوق العمل فبدأت بعضهن مشروعات خاصة وعملت بعضهن في المصانع والشركات وحلت بعضهن محل الرجال في المحال التجارية. وتقول هبه الزامل التي تدير مشروع النهضة الذي يقدم تدريبات للسيدات حتى يجدن وظائف "معظم المتدربات أمهات فقيرات يعلن أسرهن بأنفسهن". ومن وجهة نظر الزامل فمنع المرأة من القيادة يمثل أزمة اقتصادية أيضا وتقول "معظم مشروعاتنا تفشل بسبب المواصلات". "فنحن نضطر إلى دفع مبالغ كبيرة للسيدات حتى يتمكن من حضور الدورات التدريبية". وأضافت "توفير المواصلات العامة بالنسبة لنا أهم من قيادة المرأة في المرحلة الحالية". وتنتظر المرأة السعودية لمعرفة إلى أي الجانبين المحافظ أم الاصلاحي سينحاز الملك سلمان بن عبد العزيز حتى تتضح إذا ما كانت الخطوات التي حققتها ستتواصل أم لا لكن الملك الذي يبدو أميل إلى الجانب المحافظ أرسل حتى الآن عدة رسائل مختلطة تجاه المرأة. وفي الوقت الذي ترى فيه بعض السيدات أن الملك لن يتخذ قرارت من شأنها سحب مميزات أخذتها المرأة بالفعل تشعر أخريات بعدم الارتياح لكن جميعن اتفقن على أن حتى اذا استمر التغيير في الحدوث فإن ذلك سيكون ببطئ شديد.