سافر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ،الاثنين، للعاصمة الأميريكية واشنطن في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه أغسطس الماضي. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة الرئيس الأميركي بارك أوباما لبحث وتنسيق التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مجال الحرب على الارهاب وتطورات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والمنطقة. ومن المتنظر أنّ يسعى العبادي للحصول على موافقة الرئيس أوباما في تزويد العراق بما قيمته مليارات الدولارات من المعدات والاسلحة المتطورة والمعدات العسكرية الأميريكية لمواجهة تنظيم "داعش". وكشف مسؤول عراقي أنّ العبادي لديه قائمة طلبات بأسلحة متطورة تشمل طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي وذخيرة وأسلحة أخرى سيقدمها خلال اجتماعه مع أوباما يوم الثلاثاء، وتقول التقارير إن رئيس الوزراء العراقي يريد تأجيل سداد ثمن هذه الأسلحة.بحسب روسيا اليوم. وتواجه حكومة العبادي أزمة سيولة بسبب تراجع أسعار النفط التي عصفت بأموال الدولة العراقية، مع توقعات للحكومة أن يبلغ عجز الموازنة حوالي 21 مليار دولار هذا العام. ويأمل العبادي خلال أول زياراته إلى واشنطن كرئيس وزراء أن يقنع واشنطن بأن العراق بالحاجة إلى المزيد من القوة البشرية الأميركية والأسلحة لمواجهة داعش. ويسعى العبادي الى بلورة استراتيجية مشتركة والتوصل إلى اتفاق مع الأميركيين بشأن كيفية ادارة المعركة مع داعش، وكيفية الموافقة بين الجهد الأمريكي في هذه المعركة (إن كان دعما جويا او جهدا استشاريا) وبين الدور الذي تلعبه إيران خصوصا من خلال الميليشيات الشيعية التي تدعمها. وبدوره أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي اليستير باسكي أن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع قادة العراق لضمان حصولهم على احتياجاتهم لقتال داعش، مضيفا أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم العتاد اللازم لقوات الأمن العراقية بما في ذلك القوات الكردية في إطار التحالف ضد النتظيم؟ وفي سياق متصل شكك السفير الأميركي في في قدرة التحالف الذي تقوده بلاده على توفير الدعم الجوي للقوات العراقية في الأنبار اذا كانت الميليشيات الشيعية تقاتل الى جانبها. ونفى الناطق باسم السفير الاميركي تصريحات مسؤولين اشتراط التحالف انسحاب الميليشيات منطقة الرمادي للبدأ بشن غارات جوية على مواقع داعش. وأشار نائب قائد الفرقة الذهبية في محافظة الانبار العميد عبد الأمير الخزرجي إلى أنّ طيران التحالف الدولي شن صباح الاثنين غارات استهدفت مواقع لداعش في مناطق البو فراج والملعب والتأميم في مدينة الرمادي، مؤكدا ان الغارات الحقت خسائر مادية وبشرية جسيمة بالتنظيم. وأضاف أنّ طيران التحالف أغار على دروع وآليات لداعش قرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى التي يسيطر عليها المسلحون، وأغار ايضا على منطقة مصفاة النفط في بيجي التي تتعرض لهجوم من جانب المسلحين، وشن أمس الأحد غارات جوية على مواقع مسلحي داعش في الرمادي وتجدر الاشارة إلى أنّ العبادي أطلق الاسبوع الماضي حملة عسكرية تهدف إلى طرد داعش من محافظة الأنبار الغربية، إلا أن المسلحين ردوا بشن هجوم جديد على مدينة الرمادي مركز المحافظة. وتشير التقارير إلى أن مسلحي داعش يحاصرون وحدة تابعة للجيش العراقي، وهاجموا ثكنتها في منطقة تقع الى الشمال من الرمادي ، كما تشير التقارير إلى أن مسلحي داعش يتحشدون الى الجنوب من الرمادي. ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور أن المعركة الدائرة في تخوم الرمادي ما هي الا المرحلة الاولى لحرب من المرجح ان تكون صعبة وطويلة ستخوضها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على محافظة الانبار، مضيفا يبدو أن داعش هي التي تشن الهجمات في المناطق الاخرى. ويضيف مراسل بي بي سي إن المهمة التي تنتظر القوات العراقية في الأنبار أصعب بكثير من تلك التي انجزتها في تكريت، إذ يرفض كثير من السنة استخدام الميليشيات الشيعية في مناطقهم. ووتجدر الاشارة إلى أنّ العشائر السنية لعبت دورا اساسيا في طرد مسلحي تنظيم القاعدة من الأنبار - من خلال الصحوات - قبل 8 سنوات، ولكن الصحوات شعرت بالتهميش والاقصاء من جانب الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة. من جانب آخر، أعلن مكتب العبادي أنه "أحال اكثر من ثلاثمائة ضابط في وزارة الدفاع على التقاعد ضمن خطة لاعادة هيكلة الجيش العراقي وجعله اكثر فاعلية وكفاءة في مواجهة المخاطر التي تواجه العراق ولحماية امنه الوطني"، كما جاء في تصريح اصدره المكتب. وفي سياق ذي صلة، أمر العبادي بتعيين اللواء نجم عبدالله الجبوري قائدا لعمليات نينوى خلفا للفريق الركن مهدي الغراوي الذي شغل هذا المنصب حتى حزيران من العام الماضي عندما سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على مدينة الموصل بعد ترك القطعات العسكرية لمواقعها. يذكر ان الجبوري كان عميدا في الجيش السابق حتى عام 2003، وشغل منصب قائم مقام قضاء تلعفر ما بين عامي 2005 و 2008. ميدانيا، أفاد مصدر امني في محافظة الانبار الاثنين بأن القوات الامنية صدت هجوما لمسلحي داعش على منطقة التأميم في مدينة الرمادي، واجبرتهم على الانسحاب. من جانب آخر، أفاد مصدر عسكري بمقتل 4 بينهم ضابطين احدهما برتبة مقدم هو امر الفوج الاول في الجيش العراقي وجنديين واصابة ضابط استخبارات الفوج الاول لواء 17 بجروح في كمين نصبه مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية لرتل عسكري في منطقة الفرحاتية التي تقع على مسافة 80 كيلومترا جنوب تكريت. واندلعت اثر ذلك اشتباكات استمرت نصف ساعة تقريبا بين الطرفين انتهت بانسحاب المسلحين.بحسب البي بي سي. وفي محافظة ديالى، أفاد مصدر امني بمقتل مدنيين من الشيعة واصابة 7 آخرين مثلهم جميعهم أقارب بتفجير تنظيم الدولة الاسلامية منازلهم الثلاثة في منطقة الوجيهية شرق بعقوبة صباح اليوم الاثنين.