طرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء خطة من أربع نقاط لحل الصراع في اليمن مؤكدا معارضته للضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران. وبحسب وكالة رويترز اقترح ظريف خلال مؤتمر صحفي في مدريد وقف إطلاق النار في اليمن وبدء مساعدات إنسانية وحوار يمني وتشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة لإنهاء الصراع. وكان قد اتهم هادي في مقاله في صحيفة نيويورك تايمز الحوثيين بانهم "دمى" لايران، ترجمته أمس الرياض بوست. وقال "ان وجود حكومة عدوانية في بلد محاذ لمضيق باب المندب - ممر الشحن المزدحم الذي يقود الى قناة السويس - ليس في مصلحة اي بلد". واضاف "اذا لم يتم وقف الحوثيين فانهم سيصبحون حزب الله الجديد الذي تنشره ايران لتهديد شعوب المنطقة وما وراءها". وقال إن "شحنات النفط التي تمر في البحر الاحمر التي تعتمد عليها معظم دول العالم ستكون في خطر، وسيسمح لتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة بان تزدهر". فيما أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيصوت الثلاثاء على مشروع قرار يفرض عقوبات على زعيم الميليشيات الشيعية في اليمن ونجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وحسب مشروع القرار هذا، فإن مجلس الأمن سيفرض أيضا على الحوثيين وحلفائهم حظرا على الأسلحة ويخطرهم بضرورة وقف العمليات العدائية والتخلي عن السلطة "فورا وبدون شروط". وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن مجلس الأمن سيجدد دعمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ الى السعودية، وسيدعو المتحاربين إلى حل خلافاتهم بالتفاوض خصوصا من خلال دعم وساطة الامم المتحدة بشكل يؤدي الى "وقف سريع" للعمليات العدائية. وبحسب وكالة رويترز لم يتضح كيف ستصوت روسيا على المشروع الذي قدمه الاردن ودول عربية خليجية أعضاء بالمجلس. وكانت روسيا قدمت إقتراحا لم يلق قبولا أثناء المفاوضات بأن يدعو المشروع إلي وقف فوري لإطلاق النار وأن يشمل حظر السلاح حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وامتنعت البعثة الروسية بالأمم المتحدة عن التعقيب يوم الاثنين بشأن ما إذا كانت ستؤيد مشروع القرار او تمتنع عن التصويت أو تستخدم حق النقض (الفيتو). وقال الدبلوماسيون إن مشروع القرار ينص على فرض تجميد عالمي للأصول وحظر على السفر على أحمد صالح الرئيس السابق للحرس الجمهوري في اليمن وعبد الملك الحوثي وهو زعيم بارز لجماعة الحوثيين الشيعية. وكان مجلس الأمن قد وضع والد صالح -الرئيس السابق على عبد الله صالح- وزعيمين آخرين بارزين للحوثيين هما عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم في القائمة السوداء في نوفمبر تشرين الثاني. ويقاتل جنود يمنيون موالون للرئيس السابق الي جانب الحوثيين. وقال الدبلوماسيون إن مشروع القرار يتضمن حظرا على السلاح إلي الرجال الخمسة و"اولئك الذين يعملون بالنيابة عنهم أو بتوجيهات منهم في اليمن" وهو ما يعني فعليا الحوثيين والجنود الموالين لصالح. ويدعو المشروع أيضا "الدول الأعضاء وخصوصا الدول المجاورة لليمن إلي تفتيش ... كل الشحنات الي اليمن" إذا كان لديها اسباب معقولة للاعتقاد بانها تحتوي على أسلحة متجهة الي البلد الفقير الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية. وفي الرياض أدى رئيس الوزراء اليمني المعترف به دوليا الأثنين في الرياض اليمين الدستورية كنائب لرئيس الجمهورية عبدربه هادي منصور غداة تعيينه في هذا المنصب. وأتهم هادي في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز إيران بإذكاء "حملة الرعب والدمار" التي يشنها المتمردون الحوثيون وقال إنها "مهووسة بالهيمنة على المنطقة". فيما حذرت منظمات الإغاثة الأثنين من تفاقم الازمة الإنسانية في اليمن بما في ذلك نقص الأغذية فيما قصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية مواقع للمتمردين الحوثيين للأسبوع الثالث وجرت اشتباكات بين القوات المتنازعة في البلد المضطرب. وأكد العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف العربي الأثنين أن "القوات الجوية تنفذ 120 طلعة كل يوم، ولدينا القدرة على زيادة هذا العدد". وبشأن الضرر الذي لحق بالبنى التحتية في اليمن قال إن مليشيات الحوثيين "تستخدم الآن المدارس والمستشفيات والملاعب لتخزين معداتها." وأكد أن "البنية التحتية هي من أهم الامور التي نحاول المحافظة عليها من اجل المواطنين، ولكنها الآن في وضع خطير". وعرض تسجيل فيديو لتدمير برج إتصالات بسبب استخدامه من قبل المتمردين، كما قال. وتقدم الحوثيون وحلفائهم الذين بقوا موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح نحو مدينة عدن الشهر الماضي بعد استيلائهم على صنعاء العام الماضي. وتقول القوى الغربية أن هادي هو الرئيس الشرعي لليمن، بينما تدعو الامم المتحدة إلى استئناف المحادثات. ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش التحالف إلى "إتخاذ الخطوات الضرورية لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين" داعية التحالف والولايات المتحدة إلى التحقيق في "انتهاكات مزعومة لقوانين الحرب"، من بينها قصف مخيم للنازحين الشهر الماضي. وتواجه منظمات الإغاثة صعوبة في توزيع المساعدات، وقالت الأثنين إن الوضع في عدن يتدهور بسرعة. وتواجه طواقم منظمة اطباء بلا حدود صعوبات في التنقل والوصول إلى السكان الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية، كما قالت المسؤولة في المنظمة ماري اليزابيث اينغرس. وذكرت انيغرس "المتاجر مغلقة. ونواجه مشكلة نقص الطعام". وردا على سؤال حول دعوة الامم المتحدة إلى وقف القتال لاسباب انسانية قال العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف العربي: "نطلب منهم أن يطلبوا ذلك من الذين يقتلون المواطنين اليمنيين .. فهذه المليشيات تجعل من الصعب على فرق الاغاثة العمل". كما تحدث موظفو الاغاثة عن المعاناة في مدينة صنعاء بعد قصف مواقع للمتمردين هناك ونقص الامدادات. وارسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر من 35 طنا من المساعدات والمعدات الطبية الى صنعاء السبت بعد اول دفعة من المساعدات التي نظمها الصليب الاحمر والامم المتحدة. وقال فيليب بولوبيون من منظمة هيومان رايتس ووتش ان "الاعداد المقلقة من القتلى المدنيين والازمة الانسانية في اليمن يجب ان تدفع التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين الى اخذ حماية المدنيين على محمل الجد". واشارت هيومان رايتس ووتش الى ان الحوثيين نشروا قوات "بشكل غير شرعي" في مناطق مكتظة بالسكان. وجرى اجلاء الاف الاجانب من اليمن، وقالت المنظمة الدولية للهجرة ان اكثر من 16 الف شخص لا زالوا عالقين في اليمن. ودعت السعودية ايران الى وقف دعمها للحوثيين، واتهمت طهران بالمساعدة على ارتكاب "انشطة اجرامية" في اليمن واعطاء الحوثيين اسلحة ومساعدات، وهو ما تنفيه ايران.