2020-03-05 

مشروع سلام يواصل إعداد الشباب السعودي للتواصل العالمي

من الرياض غانم المطيري

بعد أن أطلق مشروع سلام للتواصل الحضاري النسخة الثالثة من برنامج تأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي، بهدف تقديم منجزات المملكة وإرثها الحضاري والإنساني للعالم، وتعزيز مفاهيم مجالات التعايش والسلام والتواصل الحضاري ، وعقب مرور أربعة أسابيع من التدريب المتواصل واللقاءات التي تضمّنت  حلقات نقاش وورش عمل تهدف إلى تمكين المشاركين من المعرفة العلمية بأبرز القضايا والتحديات المتصلة بالمملكة، والاستفادة من ذوي الخبرة في المشاركات الدولية بصورة فعّالة ومباشرة، وتحقيق المعرفة بأبعاد التنوُّع والمشتركات الإنسانية بين أبناء الثقافات الأخرى، إضافةً إلى المبادرات والمشاريع التي تتكون من مجموعة من الأنشطة والتمارين الفردية والجماعية، للتأكد من استيعاب الجوانب النظرية والقدرة على التطبيق السليم لما تم تعلّمه في البرنامج، فقد جاءت تلك الفعاليات من خلال (12) ورشة عمل، قدّمها (13) خبيراً محلياً ودولياً، إضافة إلى الامين العام وأعضاء مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وقد تضمّن الأسبوع الأول ثلاثة ورش عمل؛ جاءت الأولى عن أهم القضايا والمزاعم المثارة عن المملكة في التقارير الدولية ووسائل الرد عليها ، قدَّمها الأستاذ الدكتور فهد السلطان المدير التنفيذي لمشروع سلام، تعرّف خلالها المشاركون على أهم القضايا وأبرز مصادرها، وكيفية التعامل معها، وأما الثانية فكانت بعنوان واقع الصورة الذهنية وسبل تطويرها، قدّمها الأستاذ الدكتور صالح الخثلان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى، وناقش فيها أهم وسائل تكوين الصورة الذهنية، وأبرز مقاييسها ومؤشراتها، وسبل تعزيزها، وأما الورشة الثالثة فكانت عن الدبلوماسية العامة والقوى الناعمة، قدّمها الدكتور سعود كاتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة سابقا، وتناولت مفاهيم الدبلوماسية العامة ومصادرها وأهمية تسخيرها من أجل خدمة قضايا المملكة.

وتضمّن الأسبوع الثاني ورشة عمل بعنوان بناء المبادرات في التواصل الحضاري، قدّمها المهندس بسام الخراشي، وتضمّنت تطبيقات عملية وأنشطة تفاعلية لتحفيز المشاركين، وتنمية مهاراتهم، وإيجاد الحلول لأهم التحديات، وربط النتائج بالاحتياجات. وجاءت الورشة الثانية بعنوان طرق وأساليب التعامل مع الإعلام الدولي، قدّمها الأستاذ عضوان الأحمري رئيس تحرير الإندبندنت العربية، وتناول فيها أهم القضايا التي تتداولها وسائل الإعلام عن المملكة، وتشارك مع المتدربين أساليب الرد عليها بطرائق مبتكرة. وتضمّن اليوم الثالث مشاركة مجموعة من خريجي برنامج القيادات في نسختيه الأولى والثانية معارفهم مع متدربي النسخة الثالثة، كما قدّموا نبذاً من تجاربهم في تمثيل المملكة في المحافل الدولية.


أما الأسبوع الثالث فقد تضمّن ثلاث ورش عمل، جاءت الأولى بعنوان الصورة الذهنية للمملكة من منظور غربي، قدّمها الخبير العالمي د. دانيال غيوم، وتطرق إلى الصورة الذهنية للدول، وكيف تتكون لدى المجتمعات، وأدوات تناقلها، ومدى تأثيرها، ودور الشعوب في تعزيز الصورة الذهنية لبلدانهم لدى المجتمعات الأخرى. وجاءت الورشة الثانية بعنوان التواصل مع المختلف ثقافياً، قدّمها المدرب العالمي د. باتريس برودير، تناول خلالها التعريف بالحوار، وأنواعه، وأساليب التواصل الفعّالة مع الآخر، كما تضمّنت تطبيقات عملية لتطوير مهارات التواصل الإيجابي. وجاءت الورشة الثالثة بعنوان بناء السلام والتعددية، قدّمها المدرب العالمي د. محمد أبو نمر، شرح فيها كيفية توظيف الهوية الدينية في بناء السِّلم المجتمعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وأسس ومبادئ الحوار الثقافي، ومقاييس الوعي في الاختلاف الثقافي.

 

 


وفي ختام الأسبوع الثالث التقى المشاركون في برنامج تأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي أمين عام مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، المشرف العام على المشروع معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وأعضاء مجلس إدارة المركز، في لقاء مفتوح جرى فيه الحديث عن ثقافة السلام وقيم التعايش، وتعزيز احترام التنوّع الثقافي، كما تعرّف أعضاء مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي (كايسيد) على مشروع سلام للتواصل الحضاري، وأهدافه ومبادراته، حيث قدّم لهم المشاركون فكرةً عن برنامج تأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي، وأجابوا عن أسئلتهم حول دور الشباب في نشر ثقافة التواصل والحوار، وتعزيز ثقافة التعايش بين أتباع الأديان والثقافات.


وتضمّن الأسبوع الرابع ثلاث ورش عمل، قدّمها خمسة محاضرين، وكانت الورشة الأولى تفاعلية قدّمها الأستاذ الدكتور فهد السلطان، بالاشتراك مع مدير وحدة التدريب والتأهيل في البرنامج الدكتور محمد السيد، وجرى خلالها عقد الاجتماع الأول لفرق عمل المشاريع، والتعرّف على آلية عمل مشاريع التخرّج، واستعراض المسارات التخصصية للبرنامج، وتكوين مختصين في ١٠ مسارات متنوعة ذات علاقة بالتواصل الحضاري.


وتضمّن اليوم الثاني زيارة الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، معالي الأستاذ فيصل بن معمر ليلتقي شباب وشابات برنامج تأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي في ورشة عمل (مكتبة إنسانية)، وقد تحدّث معاليه عن تجربته الشخصية في الحوار والتواصل مع المختلف ثقافياً، وأجاب عن أسئلة الشباب والشابات التي دارت حول هذا المحور، وأثرى جوانبه المختلفة. كما تضمّن هذا اليوم ورشة عمل بعنوان "المناظرات الدولية الأساليب والممارسات" التي تم تقديمها عبر حلقتين، وقدَّمها الأستاذة علياء الصالح، والأستاذ نائل القاسم، وتطرقت ورشة العمل إلى التعريف بمبادئ المناظرة ومجالاتها والأهداف العامة منها وذكر عناصرها، وتهيئة المشاركين على أساليب المناظرات من خلال تطبيق عملي على المناظرات في عدة قضايا.


وتابع اليوم الثالث الحلقة الثانية من ورشة العمل السابقة بعنوان: "المناظرات الدولية الأساليب والممارسات"، وتناولت الورشة كيفية بناء الحجج الفعّالة وتحليلها، وتفنيد حجج الطرف الآخر، وصيغة المناظرة وتوزيع الأدوار بين المتحدثين، وطرق النقاش مع المخالف وتقبُّل الرأي الآخر.


يُذكر أنّ برنامج القيادات الشابة يجمع حوالي 65 شاباً وشابة، على مدى ثلاثة أشهر، بواقع (13) أسبوعاً، يتم تدريبهم على برامج التواصل العالمي، عبر منظومة متكاملة من الأدوات واللقاءات التدريبية التي تنمّي لدى المشاركين أبرز المهارات والاتجاهات المناسبة في التواصل الحضاري على مختلف الأصعدة. 

 


ويسعى البرنامج إلى تأهيل قيادات واعدة من المحاورين الشباب المتخصصين، واكتشاف الطاقات الكامنة لديهم، وتفعيلها للإسهام في إبراز الصورة الذهنية الحقيقية للمملكة، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية، إضافة إلى بناء شخصية قيادية حوارية شبابية متكاملة للتواصل مع الثقافات الأخرى، وتقديم المملكة ومنجزاتها الإنسانية والحضارية إلى العالم يما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه