عملاق التبغ يقاضي حكومة الأروغواي

رفعت شركة التبغ العملاقة "فيليب موريس" دعوى قضائية ضد حكومة الأروغواي بسبب تطبيقها لواحد من أفضل قوانين مكافحة التدخين في العالم. ويفرض القانون في الأروغواي بأن تغطى ٨٠٪ من مساحة علبة السجائر بصور وتحذيرات صحية بعد أن وصلت معدلات التدخين في البلاد إلى مستوى كارثي، حيث يقتل التدخين ٧ أرغوانيين كل يوم. ومنذ أن دخل هذا القانون حيز التنفيذ بدأت معدلات المدخنين في الأروغواي بالانخفاض. وترفع شركة التبغ العملاقة فيليب موريس دعوى قضائية بحجة أن لاصقات التحذير هذه لا تترك مساحة لعلامتها التجارية. ويؤكد الخبراء أنّ دعوة موريس ليست إلا جزء من استراتجية فيليب في مقاضاة وترهيب البلدان، مؤكدين أنها تملك فرصة جيدة في كسب هذه القضية، لأنها قامت برفع الدعوى في المحكمة الدولية المغلقة، والتي قضت لصالح الشركات بثلثي القضايا التي رفعت في العام الماضي. ويوضح الخبراء أنّ أحكام هذه المحكمة ملزمة، على الرغم من أن قضاتها مواطنون عاديون تجمعهم علاقات مع الشركات، بدل من أن يكونوا خبراء قانونيون محايدون. ويشير الخبراء أنّ فوز هذه الشركة بالدعوى سيشكل تهديداً لقوانين حماية الصحة العامة في كل مكان، وستثبت بأن شركةً واحدة تساهم منتجاتها في قتل البشر، في تقويض القوانين وأن تكسب على حساب الصالح العام. ونظمت منظمة "آفاز" المخصصة للحملات المجتمعية على الانترنت حملة لدعوة المجتمع الدولي للتصويت لصالح الأروغواي لحماية قوانينها المكافحة للتدحين. وأعربت عن استعدادها الاستعانة بفريق قانوني رفيع المستوى ليمثل الأصوات المويدة في المحكمة، لافتةً إلى أنه كلما ازداد عدد الداعمين لهذه القضية، كلما ازدادت قوتها. وقالت "آفاز" إن لدى الأروغواي فريق قانوني خاص بها، إلا أنهم يركزون على الحجة التي سيقدمونها خلال دفاعهم الفردي. يمكننا أن نقدم حجة قانونية متميزة، ترتكز على أن الحكم في هذه القضية سيشكل سابقةً قانونية في كل بلد لديه قوانين لمنع التدخين. وأضافت أنه كل اسم سيشارك في حملاتها الداعمة للاروغواي سيقدم للمحكمة أنه دليل على دعم الرأي العام للحكم لصالح الأروغواي والحفاظ على الصحة في كل مكان وحماية الديمقراطية في العالم من جشع الشركات قائلة : كلما وقًع المزيد منّا كلما أصبح من الصعب على المحكمة تجاهلنا. وأكدت "آفاز" إذا مُثلت أصوات مجتمعنا في المحكمة من خلال فريق قانوني رفيع المستوى، فسنتمكن من خوض هذه المعركة القضائية بقوة لا يمكن لأي قاضٍ أن يتجاهلها، مظهرين كيف يمكن لهذه الدعوى أن تشكل سابقة غير مقبولة في عالمنا. وأوضحت أنّ القضية لاتؤثر على الأروغواي فحسب، منوهة أن فوز شركة التبغ بالدعوى سيفتح الباب أمام المزيد من التحديات في كل مكان لاسيما وان هناك ما لايقل عن ٤ بلدان تفكر شركات في مقاضاتها حالياً، وقوانين مكافحة التدخين مهددة في العديد من البلدان الأخرى. وشددت "آفاز" أنّ نجاح الاروغواي في قضيتها سيضمن أن لا تأتي الأرباح قبل البشر لاسيما وأنّ تلك الشركات تتبنى هجومًا قاتلًا على الصالح العام. وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة فيليب موريس تلقت صفعة قوية بسبب الكلفة العالية للدعوى القضائية التي رفعتها ضد أستراليا، لكن إذا كسبت الدعوى في الأروغواي فمن الممكن أن ترفع دعاوى أخرى ضد أكثر من ١٠٠ دولة من ضمنها فرنسا والنروج ونيوزلندا وفنلندا، التي تنظر في اشتراع قوانين جديدة من شأنها إنقاذ حياة الناس. يذكر أن آفاز هي منظمة حملات عالمية قوامها 41 مليون عضو، تعمل على ايصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي. آفاز تعني صوت أو لغة في عديد من اللغات. أعضاء آفاز موجودون في جميع دول العالم؛ ويتوزع فريق آفاز على ١٨ دولة في ٦ قارات ويعمل ب١٧ لغة.