2020-03-26 

على أعتاب الجائحة

ناصر بن محمد العمري

 

مدخل :
تصف قصة النبي نوح وسفينته نهاية حضارة فاسدة واستبدالها بعالم جديد. 

خبر مفزع : 
حشود جائعة من كائن غريب يتربص بالبشر  

النتيجة : 
هلع ورعب وتداعيات رعب ،مرضى ، وجع ، رحيل ، فقد ، ووفيات بالالآف .


من عمق الأزمة : 
أزمة كورونا الخانقة  أفرزت حقيقة : (أن العالم  توحّد وأصبح الوجع عالمياً  ومشتركاً إنسانياً) وهي من المرات القلائل التي يتوحد فيها لون الوجع العالمي . 

حقائق : 
زماننا مليءبالحروب والشرور والنزاعات ، وكان في حاجة ماسة -ربما -لجائحة بحجم كورونا  لتعيده موحداً ، وليستطيع عمارة الأرض وتحقيق مقاصد الاستخلاف فيها والتي لاتستقيم مع شيوع  قيم التوحش . 

سكون : 
الهزة العنيفة  التي نعيش خفُت  صوت الكراهية البغيض ، ومن طبيعة الأزمات أنها توحد الناس
حيث العدو هذه المرة مشترك ومن خارج جنس البشر وأتى بأعداد هائلة  وحشود لاقبل للبشرية بها ، والمتتبع هنا يلاحظ غياب أخبار الحرب تماماً فمع كورونا  صمت صوت الرصاصة على الأقل إعلامياً  . 

مبهج : 
 أن ينشغل العالم عن الحروب مع بعضه بمحاربة القادم من المجهول وهذه منحة إلهية أسمها (كورونا ) ، ولعلها تترك ورائها عالماً خالياً من النزاعات والطائفية والتشرذم وشريعة الغاب، بعد أن نالت الجائحة بقسوة من الفردية الشريرة. 

 منعرج : 
لو أن العالم لايقرأ صفحات الأدب على نحو متعمق، سيجد فيه الكثير من الوقفات والمواقف المشابهة لما نعيشه والتي يمكن أن تهدينا التجربة دون عناء البحث .  
يحضر هنا أدب الأوبئة ،ويحضرني الفرنسي( البير كامو)في رائعته ( الطاعون)  تحدث عن الوباء الذي أصاب الجزائر  وتحديداً مدينة وهران . 

أكثر ما أستوقفني مناقشة ( كامو ) لإغفال أمر البدايات التي لم تكترث لها السلطة في وهران،  والتبريرات المعهودة،  فدفع  الثمن  مجتمع كامل .
فمن ظهور جرذ أمام عيادة الطبيب إلى نفوق الجرذان الغازية لدائرة مكافحة الجرذان، ثم حالات الموت، 

وكما يقول الراوي: 
 "الواقع أن أحداً لم يفكر في أن يتحرك ما دام كل طبيب لم يقف إلا على حالتين أو ثلاث، ولكن كان بحسب بعضهم أن يفكر بجمع الأرقام فيذعر ويبهت".

وقفة  : 
للتاريخ وللمصداقية يجب أن نقف  إجلالاً لجهود حكومة المملكة  في تطويق الكورونا ودرء خطره ، فقد تنبهت لأمر البدايات التي غفلت عنها السلطة في رواية الطاعون 
لم تكترث لها السلطات حول العالم في واقعنا ، وحدها السعودية قدمت النموذج الفريد عالمياً بحسٍ عالٍ

المشهد  : 
راعٍ  تحيط به البرية يحارب عزلته بالعزف على الناي ، وهو يعلق أجراساً في أعناق الغنمات والماعز لكي يؤنسها الرنين ويؤنسه ،تلك عزلة فرد في غابة موحشة.   
المشهد يختصر بعمق حال عالم يجابه محنة كورونا لكنه لايجد الناي الذي وجده ذلك الراعي.  
 
مخرج : 

رأينا الجبروت الألهي في ثوب ميكروب صغير لايُرى 
و يقيناً : أنه في الغد سيُرينا الله رب الرحمة الواسعة ماتُسر به النفس من الطمأنينة والحب والأمن والسلامة والخير  ، لأن الخير  أحد معجزات الله الدائمة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه