تتهدد قطر تبعات كارثية على إقتصادها نتيجة قطع علاقات عدة دول خليجية وعربية مع الدوحة وفرضها عدة إجراءات عقابية عليها بسبب سياستها الخارجية الداعمة للإرهاب.
وفي مقدمة القطاعات الاقتصادية المتضررة في قطر يبرز قطاع النقل الجوي خاصة بعد إعلان شركتي الاتحاد للطيران الإماراتية وخطوط طيران الإمارات أنهما ستعلقان رحلاتهما الجوية من وإلى قطر، في الوقت الذي كانت فيه الشركتان تسيران أربع رحلات جوية يوميا من وإلى الدوحة وفق ما نقلته قناة بي بي سي.
كما ألغت شركة خطوط "فلاي دبي" للطيران رخيص الثمن رحلاتها، ومن المتوقع أن تحذو شركات طيران أخرى حذوها، مثل "طيران الخليج" التابعة للبحرين ومصر للطيران.
كما تأتي هذه الخطوة بعد أن أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وقف جميع الرحلات من وإلى قطر، وإغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران القطرية ورحلات شركة الخطوط القطرية التي يرجح الخبراء أن تكون الخاسر الأكبر، إذ أن رحلاتها إلى أماكن مثل دبي وأبوظبي والرياض والقاهرة، تُقدر بعشرات الرحلات يوميا.
وفي ذات السياق أكد غانم نسيبة، مدير شركة "كورنر ستون" للاستشارات: "إذا كانت هناك رحلة إلى أوروبا تستغرق في المعتاد ست ساعات، وأصبحت الآن تستغرق ثماني أو تسع ساعات لاضطرارها لتغيير مساراتها، فإن ذلك سيجعلها أقل جاذبية بكثير، وربما يبحث المسافرون عن أماكن أخرى."
كما يتهدد قطر أزمة غذائية بالنظر إلى أن الطريق البري الوحيد لدخول الأغذية إليها هو أحد الحدود البرية مع السعودية التي أغلقتها المملكة حيث تعبر مئات الشاحنات الحدود بين البلدين يوميا، فما تشير التقارير إلى أن نحو 40 في المئة من الأغذية التي تدخل قطر تأتي عبر هذا الطريق.
لذلك يشير نسيبة: "سيؤدي ذلك على الفور إلى حدوث تضخم، وهذا سيؤثر بشكل مباشر على المواطنين القطريين العاديين "مضيفا " "وإذا زادت التداعيات الاقتصادية لهذا الأمر، فإننا سنشهد مزيدا من الضغط من جانب الشعب القطري على الأسرة الحاكمة من أجل إما تغيير القيادة أو تغيير النهج."
كما يشير نسيبة أيضا إلى أن العديد من القطريين الأكثر فقرا يقومون برحلات يومية أو أسبوعية إلى السعودية لشراء المنتجات لمتاجرهم لأنها أرخص ثمنا، ولن يُصبح ذلك ممكنا بعد تفعيل قرار إغلاق هذه الحدود أمام حركة القطريين.
إلى ذلك يعد قطاعات الإنشاءات وفق بي بي سي ضمن القطاعات الأكثر تأثرا وتضررا بالأزمة ففي الوقت الذي تسعى فيه قطر إلى بناء ميناء جديد ومنطقة طبية ومشروع لمترو الأنفاق وثمانية ملاعب استعدادا لبطولة كأس العالم 2022، تمثل الجارة السعودية مصدرا لواردات المواد الأساسية لقطر، من بينها الأسمنت والصلب عن طريق الشحن البحري والبري أيضا.
لذلك فقد يؤدي إغلاق الحدود، كما هو الحال بالنسبة للأغذية، إلى زيادة الأسعار والتسبب في عمليات تأخير الواردات.
من جهة أخرى ستكون قطر أمام أزمة عمالة كبيرة إذا تواصلت الأزمة حيث سيغادر قطر نحو 180 ألف عامل مصري يعملون في قطاعات الهندسة والطب والقانون وكذلك الإنشاءات إذا طلبت القاهرة من مواطنيها العودة إلى مصر على غرار السعودية والإمارات والبحرين.