2020-04-08 

سر إختفاء الملياردير شيتي

من باريس فدوى الشيباني

 

يعد بي آر شيتي (بافاغوثو راغورام شيتي) اسمًا شهيرًا في قطاعي الصحة والأموال في دولة الإمارات العربية المتحدة. فهو مؤسس شركة إن إم سي التي تتولى تشغيل عدد من المؤسسات الصحية وإدارتها ومالكة مستشفيات النور المدرجة أسهمها في بورصة لندن، إلا أن الشركة أخفقت في الإفصاح عن ديونها وفقًا للمعايير المحاسبية الواجب اتباعها في إعداد القوائم المالية للعام 2019. وفي مارس الماضي قدرت ديونها بنحو 5 مليار دولار، ثم أعلن أن الرقم الحقيقي 6.6 مليار دولار. أسس الملياردير الهندي بي آر شيتي مجموعة مستشفيات إن إم سي وشركة الإمارات للصرافة UAE Exchange، وتبين أنه سرق 12 بنكاً أماراتياً علاوة على عدد من شركات التأمين ما يعرضها لإشهار الافلاس قبل أن يهرب إلى الهند بصحبة عائلته، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة The National وترجمته الرياض بوست، بعدما أقترض 24 مليار درهم أي ما يعادل 6.6 مليارات دولار، وتعتبر أضخم عملية إحتيال في التاريخ الحديث.

 


حتى أواخر العام 2019، كان شيتي يحب السفر على متن طائرة خاصة وهو عاشق للسيارات العتيقة والفارهة ويمتلك طابقين في برج خليفة، أعلى ناطحة سحاب في العالم، بينها الطابق رقم 100. وموقعه الإلكتروني ينشر له صولات وجولات مع رجال السياسة ومشاهير العالم بما في ذلك مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس ونجوم السينما في بوليوود. وذات يوم، قال شيتي، البالغ من العمر 77 سنة، للصحفيين المحليين: "إن إثارة السرعة والحرية تجعلني أحب السيارات". 

 


كان لدى شيتي ما يكفي من المال - على الأقل على الورق – لكي يتحمل نمط حياة فارهة من إيرادات الشركات التي ساعد في تأسيسها، بما في ذلك مستشفى إن إم سي Health Plc وشركة الخدمات المالية Finablr Plc. وفي 10 ديسمبر الماضي، قدرت حصته في الشركات العامة بأكثر من 2.4 مليار دولار، وهو ما يشكل الجزء الأكبر من الثروة التي تغطي مجالات عدة من بينها التعليم والضيافة وواحدة من أقدم شركات الشاي في العالم.


ثم، بعد أسبوع، أي في أوائل يناير من العام الجاري، أصدرت شركة الاستثمار كارسون بلوك، وشركة Muddy Waters، تقريرًا حمل انتقادات للقوائم المالية لشركات شيتي وبصفة خاصة حسابات إن إم سي وكشف التقرير عن مخالفات جسيمة في الإفصاح المالي. منذ ذلك الحين، تحول تقرير Muddy Waters إلى سيناريو مقلق بالنسبة لشيتي، وألقى التقرير بظلال ثقيلة على ترتيبات حصته المعقدة وظلال من الشك على صافي ثروته.

 


وتبلغ حصة الملياردير الهندي في Finablr و إن إم سي ما يقدر بنحو 885 مليون دولار بناءً على أسعار السوق، لكن ثروة شيتي قد تكون الآن جزءًا صغيرًا من ذلك، اعتمادًا على حجم اقتراضاته. 
وكشف تقرير نشرته مجلة Live Mint، وترجمته عنها الرياض بوست أن شيتي تعهد بربع حصته في شركة إن إم سي مقابل حصوله على قروض مع بنك أبوظبي الأول وبنك فالكون الخاص ومقره زيورخ. 
وقال جافين لاوندر، مدير إدارة التمويل في شركة "ليجال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت"، التي امتلكت أسهمًا في "إن إم سي" حتى أكتوبر الماضي: "يبدو أن الوضع تجاوز بعض القضايا التي ركزت عليها Muddy Waters في البداية، فقد تكشفت مخالفات وقضايا أخرى.

 


وقال المتحدث باسم رجل الأعمال المولود في الهند، هيربرت سميث فريهيلز، إنه بدأ مراجعة لممتلكات شيتي بناء على طلبه، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات قبيل استقالة شيتي من منصبه كرئيس إن إم سي .

 

في تقرير 17 ديسمبر عن إن إم سي ، ألمح تقرير شركة Muddy Waters الأمريكية إلى احتمال تعمد شيتي تسجيل أصوله باسعار مبالغ فيها، وتعمد تضخيم أرصدته النقدية والإيحاء بأن ديونه منخفضة وهذا واضح في قوائمه المالية. ومنذ ذلك الحين تراجعت أسهم أكبر مزود رعاية صحية خاصة في الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 67٪، وتركز الشركة الآن على مضاربات الاستحواذ. امتدت عمليات البيع أيضًا إلى شركة Finablr، التي أصدرت بيانًا دعا عائلة شيتي للكشف عن ممتلكاتها.

 

اعترضت شركة إن إم سي على ادعاءات Muddy Waters، واستأجرت الشركة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق لويس فريه لإجراء مراجعة مستقلة لتلك المزاعم. وفي الوقت نفسه، قال المتحدثون باسم هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة إن الجهات الرقابية المحلية "تجري استفسارات مع الأطراف المعنية".

 

أسس شيتي إن إم سي في عام 1975 بعد انتقاله إلى أبوظبي من مسقط رأسه الهند. قام بتأسيس Finablr قبل عامين لدمج شركاته المالية قبل إدراجها في بورصة لندن في عام 2019.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه