اعربت الحكومة الاندونيسية عن غضبها من تنفيذ الملكة العربية السعودية لشرع الله بإعدام خادمة اندونيسية قتلت مخدومتها عام 1999. ورغم ارجاء السعودية تنفيذ حكم الإعدام بزينب 16 عاما حتى يبلغ أبناء الضحية سن الرشد مما يسمح لهم باتخاذ قرار بشأن تنفيذ العقوبة، استدعت اندونيسيا السفير السعودي لديها وأبلغته باحتجاجها على إعدام الخادمة "ستي زينب" وأكدت وزارة الداخلية السعودية إن الاندونيسية "ستي زينب" أعدمت في المدينة المنورة بغرب المملكة، بعد إدانتها بقتل مخدومتها السعودية نورة المواربة في 1999 بضربها بالسكين وبإلقاء المياه الساخنة ومبيدات الحشرات عليها. وقال سفير الرياض لدى اندونيسيا مصطفى ابراهيم المبارك انه فوجئ بالاستدعاء من قبل وزارة الخارجية لكنه سيتابع المسائل التي تثير قلق جاكرتا، لافتا إلى أنّ المشكلة لا تتعلق بالمحكمة او بالإعدام، بل بموعد تنفيذ حكم الاعدام. ونددت جماعات حقوقية بإعدام زينب، وفي مقدمتها منظمة "مايغرانت كير" التي تدافع عن حقوق العمال الاندونيسيين في الخارج، وأدانت إعدام زينب وبررت قتلها لمخدومتها بأنه دفاعا عن النفس ضد مخدومة تسيء معاملتها. واستنكرت منظمة العفو الدولية تنفيذ الحكم، وقال فيليب لوثر مدير فرع المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا إن فرض العقوبة القصوى على شخص يشتبه بأنه يعاني اضطرابات نفسية وتنفيذها يظهران عدم انسانية. واضافت المنظمة ان الخادمة الاندونيسية لم تتمتع بأي تمثيل قانوني ولم يتح لها أن تقابل ممثلا قنصليا خلال استجوابها من جانب الشرطة. يأتي تنديدات منظمات حقوق الانسان الاندونيسية في الوقت الذي تستعد جاكرتا لإعدام العديد من الاجانب بتهم تتعلق بالمخدرات. وتدعوا اندونيسيا بالتخلي عن عقوبة الاعدام، غير أن جاكرتا لا تزال مصممة على إعدام العديد من مهربي المخدرات، وبينهم مواطنون من استراليا وفرنسا ونيجيريا وغانا والبرازيل والفلبين، في أقرب وقت ممكن. وأعدمت اندونيسيا في يناير الماضي ستة مدانين بجرائم تتعلق بالمخدرات بينهم 5 أجانب، مما أثار غضب البرازيل وهولندا اللتين استدعيتا سفيريهما. وفي الوقت الذي اعربت فيه اندونيسيا عن غضبها لتنفيذ المملكة شرع الله في اطار حماية مواطنيها، قالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي إن اندونيسيا ستمضي قدما بتنفيذ الإعدامات كما هو مقرر رغم الاحتجاج على خلفية اعدام زينب، مؤكدة أنّ التزام اندونيسيا هو حماية مواطنيها، هذه أولويتنا. وأضافت "غير أن هناك مسألة تطبيق القانون التي يتعين علينا تطبيقها على اراضينا". وكشفت وزارة الخارجية سعي الحكومة جاهدة ليتم تزويدها بالمساعدة وطلبت الصفح من أسرة (الضحية)، مشيرة إلى أنها قدمت الحكومة الاندونيسية احتجاجا على حكومة السعودية لعدم إبلاغها مسبقا ممثلي اندونيسيا أو الأسرة بشأن موعد تنفيذ الإعدام. ووأوضحت الوزارة في بيانها أنّ الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو وثلاثة رؤساء سابقين بعثوا برسائل للملك السعودي طالبين عفو أسرة القتيلة عن زينب، إلا أنّ العقوبة نفذت رغم اعتراض جاكرتا على عدم إبلاغ أسرة زينب ومسؤولي القنصلية قبل تنفيذ الحكم. وذكرت الصحف في جاكرتا ان الجريمة التي دينت بها الاندونيسية تعود لعام 1999، وتم تأجيل تنفيذ الحكم حتى بلوغ جميع أولياء الدم سن الرشد. وكانت الحكومة الاندونيسية دفعت في ابريل 2014 نحو 1.9 مليون دولار كدية لعائلة سيدة سعودية قتلت بيد خادمتها الاندونيسية وقبلت الدية آنذاك. وتوترت العلاقات بين المملكة واندونيسيا في فترة سابقة بسبب اعدام اندونيسية اخرى للسبب ذاته، وقررت جاكرتا حينها فرض حظر على سفر الخادمات الى السعودية