سلطت صحيفة le point الفرنسية في تقرير ترجمته الرياض بوست الضوء على مساعي تخفيف التوتر في الشرق الأوسط لتوحيد جهود مجابهة فيروس كورونا.
وأوضح التقرير" أدى وباء فيروس كورونا ، إلى دفع العديد من البلدان والكيانات في الشرق الأوسط إلى التخلي عن عداءها المتبادل ولو مؤقتا من أجل التعاون في مكافحة الوباء.
مبادرة السعودية
وأضاف التقرير " أحدث مثال حتى الآن ، مبادرة المملكة العربية السعودية ، بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة أسبوعين في محاولة لإيجاد أرضية لإنهاء الصراع المحتدم منذ خمس سنوات ضد الحوثيين المدعومين من إيران و لدعم جهود اليمن في مكافحة هذا الوباء.
وفي" حين سجلت اليمن في 10 أبريل أول حالة إصابة رسمية بفيروس كورونا (في حالة عدم وجود اختبارات واسعة النطاق ، قد تكون النتائج أكبر ) يبدو أن الهدنة قد تلاشت، حيث اتهمت الرياض الحوثيين باستئناف القتال في اليومين الماضيين ، وهو ما دفع التحالف إلى استئناف القصف الجوي."
الإمارات : لا مشكلة مع الشعب الايراني
و رغم العداء وملفات الخلاف بين طهران أبوظبي وإتهاماتالإمارات المتكررة لإيران بزعزعة استقرار المنطقة، أرسلت الدولة الخليجية مساعدات طبية إلى إيران، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في الشرق الأوسط (أكثر من 77،995 إصابة و 4،869 حالة وفاة).
و رغم دعمها الكبير لسياسة دونالد ترامب الهادفة لفرض "أقصى الضغوطات والعقوبات" على إيران ، ارسلت الإمارات العربية المتحدة طائرتين تحتويان على 32 طناً من معدات الحماية (الأقنعة والقفازات) إلى طهران يوم 16 مارس الماضي.
وقبل أسبوعين ، أرسلت أبو ظبي خمسة خبراء طبيين و 7.5 طن من المساعدات للبلاد كجزء من بعثة منظمة الصحة العالمية إلى إيران.
وفي هذا السياق قال دبلوماسي خليجي "المساعدة الإنسانية جزء من الحمض النووي للإمارات. لذا فإن استقرار وازدهار دول الجوار مهم جدا بالنسبة لهم. "
وفي تطور نادر اتصل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في 15 مارس / آذار بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف للتعبير عن "تعازيه" للشعب الإيراني وللتأكيد على "دعم" بلاده" الجمهورية الإسلامية في هذا الوقت العصيب.
وفي تعليقه على هذا التطور يشير الدبلوماسي الخليجي "هذا ليس تغييرا في الاستراتيجية تجاه إيران. الإمارات العربية المتحدة أكدت منذ فترة طويلة أن لديها مشاكل مع النظام الإيراني ، لكن وفي المقابل ليس لديها أي مشاكل مع الشعب الايراني ".
وتابع " أبو ظبي لا تريد صراعا في المنطقة. لطالما أرادت تحدي السياسة الخارجية الإيرانية من خلال تخفيف التوترات. "
تنسيق إسرائيلي فلسطيني
و في حين جمدت "خطة سلام" دونالد ترامب ، التي كشف النقاب عنها في كانون الثاني ، المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، وهدد محمود عباس بقطع التعاون الأمني مع اسرائيل ، الا أن تفشي فيروس كورونا أجبر الطرفين على التعاون في خطة صحية مشتركة لمواجهة كورونا.
ويؤكد إيلي كارمون ، الباحث في القضايا الاستراتيجية ومكافحة الإرهاب في المركز متعدد التخصصات في هرتسليا (إسرائيل) " بالنسبة لإسرائيل ، فإن مواجهة كورونا مسألة أكثر حساسية لأنها قضية أمنية وصحية."
وأضاف " بذلت اسرائيل قصارى جهدها لانهاء التوتر مع السلطة الفلسطينية ، خاصة في ظل تدهور البنية التحتية الصحية للسلطة الفلسطينية مقارنة بإسرائيل. "
و أنشأت تل أبيب ورام الله على وجه الخصوص آلية اتصال خاصة لوقف انتشار الفيروس ، وتم تدريب أطباء فلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية لعلاج حالات الإصابة بوباء كورونا.
وأودى الوباء حتى الآن بحياة 140 شخصا في إسرائيل وتسبب في إصابة 12،591 شخص، فيما أودى بحياة فلسطينيين اثنين و إصابة 295 في الضفة الغربية.
وفي 18 مارس / آذار ، اتصل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بنظيره الفلسطيني محمود عباس ليؤكد له أن تعاونهما "حيوي لضمان صحة" الشعبين.
استئناف المحادثات بين حماس وإسرائيل
والمثير للدهشة وفق التقرير ، أن تفشي الفيروس في قطاع غزة جعل من الممكن استئناف المحادثات بين حماس وإسرائيل لإبرام هدنة طويلة الأمد وتخفيف الحصار الإسرائيلي على القطاع.
و أثار الإعلان في 22 مارس عن أول حالتي إصابة في القطاع الفلسطيني شعوراً بالإلحاح والحاجة لهذه الهدنة في المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم ، حيث لا تحتوي المستشفيات في قطاع غزة سوى على 96 جهاز تنفس فقط لمليوني ساكن.
وفي مواجهة خطر انتشار الفيروس في القطاع (13 حالة في الوقت الحالي) ، هدد زعيم حركة حماس اسرائيل بشن هجمات إذا لم تسمح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة. وأكد يحيى السنوار على تلفزيون حماس في 2 أبريل / نيسان "إذا لم يكن هناك أجهزة تنفس ، فسوف نوقف التنفس عن 6 ملايين إسرائيلي".
ويعد التصريح مؤشرا على استعداد حماس لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل وفق التقرير.
ووفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية ، فإن المحادثات الجارية ستمتد إلى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل مقابل الحصول على معلومات حول مصير مواطنين إسرائيليين مفقودين في غزة ، و جثتي جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي، قتلا خلال عملية عسكرية في القطاع في عام 2014."
و يقول الباحث إيلي كارمون: "ليس لإسرائيل مصلحة في ترك الوضع الصحي يتدهور في غزة والتسبب في أزمة صحية..لكن حماس تطلب الكثير مقابل القليل. يبدو من الصعب على الحكومة المؤقتة في إسرائيل الموافقة على إعطاء الكثير للفلسطينيين. "