لم يكن يوم 24 نوفمبر من عام 2019 يوماً طبيعياً على كرة القدم الآسيوية عموماً وكرة القدم السعودية خصوصاً .
فكرة القدم السعودية بكل مكوناتها ( اندية ، جمهور ، اعلام ) قبل معركة السايتاما في 24 نوفمبر والتي توُج فيها الهلال بطلاً لدوري ابطال آسيا ومن ثم تأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية ليست هي بعد هذا التاريخ وخصوصاً لعشاق ناديي الهلال والنصر .
وليس الفوز بدوري ابطال آسيا هو المغيّر الوحيد للمعادلات الرياضية في كرة القدم السعودية ، بل أن المغيّر الاكبر هو أن الفوز بهذه البطولة يؤهل مباشرة الى المشاركة في كأس العالم للأندية أو ( العالمية ) كما يُحب أن يطلق عليها الجمهور السعودي وكما يتغنّى بها عشّاق اصفر الرياض .
وبعد مشاركة الهلال رسمياً ومن الملعب الآسيوي ومباشرة الى الملعب العالمي اصبحت مشاركة الهلال و ( عالميته ) اكثر ( وضوحاً ورسميةً ) من مشاركة النصر السابقة .
الهلال شارك في مونديال الاندية وحقق المركز الرابع وهو افضل مما حققه النصر في مشاركته العالمية .
هذه المشاركة الهلالية العالمية حطمت اصناماً من النمطية التقليدية الوهمية في الطرح الاعلامي والجماهيري السعودي واحللت مكانها لغة أُخرى مختلفة تماماً في التعاطي الاعلامي والجماهيري في الصراع الهلالي النصراوي .
بعد معركة السايتاما التاريخية الشهيرة ومشاركة الهلال العالمية فقد الطرح الاعلامي والجماهيري النصراوي مظلته ومصدر قوته وتفوقه التي كان يلجأ أليها عند أي معركة تفوّق بين الهلال والنصر ..
ليلة السايتاما والعالمية الهلالية اسقطتا بالضربة القاضية اشهر واطول جملة ترددت في تاريخ كرة القدم السعودية الا وهي الجملة الوهمية الشهيرة ( العالمية ..صعبة قوية ) والتي كانت تفصل في أي نقاش هلالي نصراوي وتُنهيه بترجّيح كفة النصر على الهلال .
كانت ليلة السايتاما ليلة طويلة مليئة بالاسئلة والاستفسارات المزعجة والحزينة لكل نصراوي ، وكانت عالمية الهلال هي القشة التي قصمت ظهر التميّز والتفوق النصراوي الوحيد على غريمه التقليدي الهلال .
وفي الجانب الآخر كانت ليلة السايتاما ليلة لاتُنسى من ليالي الف ليلة وليلة المفعمة بكل الاجابات السعيدة والايجابية لمحبي الهلال وعشاقه وكانت عالميته من الملعب هي المعركة التي سقط فيها صنم شعار ( العالمية .. صعبة قوية ) بعد عقدين من الاستمرارية .
وبعد سقوط هذا الشعار النفسي الوهمي كان لابد للنصراويون من ايجاد بديلاً له يلجأون له عند الحاجة اثناء النقاش الهلالي النصراوي ، فالوضع لم يعد في صالحهم فالهلال اصبح ( عالمي ) وفارق البطولات اصبح كبيراً جداً بين الفريقان .
ولذلك بدأ النصراويون في تنفيذ خطتهم الحاضرة وهي التشكيك والتقليل من الفوز الهلالي ببطولة آسيا وفي مشاركته العالمية .
كثّف الاعلام النصراوي من ( تضخيم ) تأهل النصر مع العلم انه ( لعب مباراتان وتعادل فيهما ومن ثم تم ترشيحه بالتصويت لكأس العالم التجريبية للأندية في البرازيل عام 2000 ) .. !!
وفي نفس الوقت قام النصراويون ( بالتقليل ) من فوز الهلال ببطولة آسيا ومشاركته العالمية مع العلم أن الهلال ولكي يصل للعالمية ( لعب 14 مباراة وهزم وأخرج خمسة ابطال آسيويين سابقين في طريقة لتحقيق بطولة آسيا وهم الاستقلال والعين والاتحاد والسد واوراوا وكلهم عالميون ماعدا الاستقلال ، والعين كان وصيف العالم قبل ثلاثة اشهر من خسارته من الهلال ) ، وكذلك كانت مشاركة الهلال في بطولة رسمية حقق فيها المركز الرابع ونتائجه تعتبر هي الافضل بين الفرق السعودية التي شاركت في كأس العالم للأندية .
ومع ذلك فالنصراويون ( ضخّموا ) من مشاركة النصر و( وقلّلوا ) من مشاركة الهلال في توجه وطرح اعلامي غير موفق ولم يتقبّله أحد .
ولذلك لم يجدوا امامهم إلا الانتقال للخطة البديلة وهي خطة ( خلط الاوراق ) وإحالة الجميع رجوعاً إلى ( الزمن الوهمي ) ليثبتوا أن هُناك بطولات طواها النسيان وأن هذه البطولات في حال اثباتها من جديد فأنها ستقرّب عدد بطولاتهم من عدد بطولات الهلال وستقلص فارق مجموع البطولات بين الفريقان وستمنحهم هذه الخطة ( 17 ) بطولة دوري ممتاز على مستوى المملكة بعد احتساب ( بطولات المناطق المؤهلة الى المرحلة الثانية من كأس الملك وكأس ولي العهد ) في ذلك الزمن ، وأن اضافة بطولات المناطق ألى بطولات الدوري سيمنح النصر ميزة التفوق على الهلال في عدد بطولات الدوري حيث سينتقل النصر في لمح الماضي من 8 بطولات دوري الى 17 بطولة دوري وسيظل الهلال على عدد بطولاته للدوري الخمسة عشر .. !!
ولذلك اعلن النصراويون ( رسمياً ) وبصوت واحد جمع ( اعلام وجماهير وبعض اعضاء الشرف ) وطالبوا الجميع بأعتماد ( قصاصات ) الصحف القديمة كمرجعية ( رسمية ) لتوثيق تاريخ الرياضة السعودية والبطولات والمسابقات والمشاركات والاحداث وكل مايخص تاريخ كرة القدم السعودية .
الهلاليون سايروهم في ذلك وبدأت حرب ( القصاصات ) بين المعسكران الازرق والاصفر .
وعندما حمي وطيس المعركة وادلى كل فريق بدلوه انتصر الطرح الازرق بالحقائق والوقائع والادلة والاثباتات التي لاتقبل الشك على النصر في معركة ( ذات القصاصات ) التاريخية مما حدا ببعض النصراويون الى التراجع عن احتساب بطولات المناطق كبطولات دوري عام على مستوى المملكة واعترفوا انها مجرد بطولات مناطق ليس لها كأس أو درع أو ميداليات وليس لها تتويج .
وعندما شعر الاعلام النصراوي بالخسارة اصدروا اوامرهم للأعلام الاهلاوي يستنجدون به للدخول على خط ( القصاصات ) وذلك من اجل ( فك الضغط ) عن الاعلام النصراوي والذي ابتدأ المعركة بالهجوم ولكنه في النهاية وجد نفسه في حالة الدفاع عن معركة خاسرة قبل بدايتها بعد أن اكتسحه الاعلام الهلالي وتفوق عليه بكل جدارة في معركة ( ذات القصاصات ) حتى أن الاعلام النصراوي تمنى انه لم يدخل في هذا المعترك من الاساس .
عموماً يظل الزعيم والعالمي قطبان مهمان في تاريخ كرة القدم ويعتبر ( ديربي ) الفريقان ومبارياتهما من اهم المباريات على المستوى المحلي والعربي والآسيوي .
ويظل الطرح الاعلامي سواءاً الطرح الفردي أو الجماعي طرحاً يخص اعلام الفريقان فقط ولايمكن أن يؤثر هذا الطرح على قيمة فريقان من عمالقة كرة القدم الآسيوية .