تعتبر إيران منذ 2003 م وحتى الآن لها يد الطولى فيما يحدث في العالم العربي من ثورات وحروب ، وتعد إيران هي السبب الرئيسي في مايحدث في اليمن ، والعراق ، وسوريا . فمنذ الحرب الأميركية على اليمن عام 2003 م وباعتراف قادة أميركا وإيران بتعاون فيما بينهم من أجل إسقاط نظام صدام وإدخال فيلق القدس الإيراني الذراع الخارجي ووحدة النخبة المكلفة بعمليات سرية في الخارج والتابعة للحرس الثوري الإيراني والمتمركزة في العراق ، بقيادة الجنرال قاسم سليماني والذي اتهمته الولايات المتحدة في 2008 بتدريب المليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق وفقًا لفرانس 24. واتهمت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة والتي كانت تتخذ من معسكر يسمى"مخيم أشرف" قاعدة لها في الخارج ، حيث يقيم الآلاف من أنصارها الفارين من إيران، قوات فيلق القدس بشن هجمات منظمة عليها وفقًا ل سي ان ان . وذكرت سي ان ان أن الموقف الرسمي العراقي حيال منظمة مجاهدي خلق قد تبدل بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي كان يستضيف عناصرها بسبب صراعه مع إيران، وذلك أن الحكومة العراقية بعد الغزو الأميركي تشكلت معظمها من شخصيات شيعية مقربة من طهران والتي ترغب بإغلاق ملف المعسكر الواقع على مقربة من حدودها. وتصنف إيران والولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق على قائمة المجموعات المتهمة بالإرهاب. كما شاركت المليشيات الشيعية القوات العراقية من الجيش والشرطة وبعض العشائر السنية في الهجوم لتحرير مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين من يد تنظيم داعش وذكرت بي بي سي أن الهجوم تم بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس . وفي سوريا لم تتوقف مساعدات إيران لنظام بشار الأسد العلوي الشيعي بإمداده بالإسلحة والضغط على حلفائها الصين وروسيا لوقف تنفيذ ضربة عسكرية ضده . فضلًا عن تحريض جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية للوقوف بجانبه وذلك من خلال إرسال قوات وعناصر مدربة للقضاء على المعارضة . والآن الوضع المتأزم في اليمن وسببه المليشيات الحوثية الشيعية التي تدعمها إيران كدولة بكل الوسائل . فقد استخدمت ورقة الحوثيين في مواجهة دول الخليج العربي، كما أوضح خبير الشؤون الإيرانية في معهد الشرق الأوسط، أليكس اتانكا. ويقول مايكل نايتس الخبير في معهد واشنطن أن إيران استغلت اليمن كورقة في المفاوضات النووية، ولتعزيز قوتها البحرية. ويقول الباحث السياسي اليمني وليد السقاف في حوار مع شبكة دويتش فيله أنه نظرًا للظروف الجيوسياسية، فإن سوريا ولبنان والعراق ضمن تحالف ِقوَى وحكومات تحت سيطرة طهران بشكل أو بآخر . إلا أن الوضع في اليمن كان يختلف،حتى تحالف الحوثيون مع صالح للوصول إلى السلطة. وقتها أصبح الوضع مناسب لإيران لبسط نفوذهم في جنوب الجزيرة العربية، بحيث يصبح بيد إيران ورقة ضغط تستخدمها في حالة حدوث أي نزاع مستقبلي وهى التحكم بمضيق باب المندب لوقف تصدير النفط من هناك متى أرادت. ويرى السقاف في المواجهة الدائرة ظاهرة التنامي بين دول الخليج وإيران والتي تغذي المخاوف من إيجاد حرب بالوكالة على أراضي اليمن، فهناك الدعم الإيراني الواصل إلى البلاد بالبواخر والطائرات، إلا أن الجديد هنا هو الضربات الجوية المباشرة، التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية. إلا أنني لا أعتقد أن تدخل إيران في مواجهة مباشرة في اليمن وذلك لتورطها في عدة جبهات أخرى. اليمن بعيدة نسبيًا عن إيران فإذا خسرت إيران اليمن فإنها لن تخسر الكثير؛ أما لو ربحت إيران اليمن فقد ربحت الكثير. أما عن الثورات والاضطرابات في الشرق الأوسط فقد وقفت طهران بشدة وراء الدعوة الشيعية البحرينية لقلب نظام الحكم ، ووقفت خلف التظاهرات والاضطرابات التي حدثت بالبحرين ، كما وقفت إلى جوار الشعب المصري ضد إسقاط نظام مبارك في مصر وعلى العكس فقد ساعدت نظام الأسد السفاح في سوريا ضد المعارضة السلمية لتظهر المليشيات المتطرفة مثل داعش والتي تحالفات مع نظام الأسد للقضاء على المعارضة. وخرجت طهران من كل هذا باتفاق لم تكن لتحلم بيه حيث وصفه الرئيس الإيراني روحاني بالانتصار ، ويتلخص اتفاق الدول الست الكبرى وإيران في مدينة لوزان السويسرية في تقيد أنشطة الأخيرة النووية في مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية. ووافقت إيران في مفاوضاتها مع مجموعة (5+1)، على تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها في تخصيب اليورانيوم وإنتاج القنبلة النووية بمقدار الثلثين، والتشديد على المنشآت، وفي المقابل يقوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميريكية، بتعليق العقوبات.