2020-05-13 

خلافات داخلية تعصف بالعائلة الحاكمة في سوريا

من لندن علي حسن

أكدت قناة France 24 في تقرير ترجمته الرياض بوست أن معارضة ابن خال بشار الأسد، للرئيس السوري تكشف عن صراع على السلطة في الأسرة الحاكمة في البلاد التي تمزقها الحرب منذ سنوات.

 

 

 

و بعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء ، كشف رجل الأعمال رامي مخلوف هذا الشهر في مقطعي فيديو على الفيسبوك عن صراعاته مع النظام الذي يرأسه ابن عمه بشار الأسد ، في ما يقول المحللون إنه موقف أخير يائس .

 

 

وقال جهاد يازيجي رئيس تحرير المجلة الاقتصادية "تقرير سوريا" لوكالة فرانس برس "يمكن ان يكون ذلك بسبب شعوره المتراكم بالتهميش ".

 

 

وأضاف "لقد حاول طويلا المقاومة قبل أن يلقي بطاقته الأخيرة ويكشف عن الخلافات العائلية..لكن هذا سيكلفه غاليا."

 

 

و يعتبر مخلوف البالغ من العمر 51 عامًا ، والذي يخضع لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، أحد أعمدة نظام الأسد منذ تولي الرئيس بشار الأسد السلطة من والده عام 2000.

 

 

وتم استخدام أموال مخلوف "لسحق المظاهرات" في عام 2011 ، وفق ما أكده محرر الشؤون الدولية في فرانس 24 غوتييه ريبينسكي.

 

 

ويترأس مخلوف إمبراطورية من الشركات بما في ذلك أكبر مشغل للهواتف المحمولة في سوريا "سيريتل".

 

 

لكن الاضطرابات تتصاعد منذ الصيف الماضي ، عندما سيطرت السلطات على جمعيته الخيرية ، "البستان "، وحلّت الميليشيات التابعة له.

 

 

و عندما جمدت وزارة المالية في ديسمبر / كانون الأول أصول العديد من رجال الأعمال بسبب التهرب الضريبي والإثراء غير المشروع ، قالت الصحافة السورية إن مخلوف وزوجته وشركاته مدرجة ضمن هذا الاجراء.

 

 

ودعا الأسد في أكتوبر / تشرين الأول "كل من قام بإهدار أموال الدولة في القطاع الخاص لإعادة الأموال" في محاولة لدعم المالية العامة للدولة.

 

 

وقال ريبينسكي "الكل يريد قطعة من الكعكة..المشكلة الوحيدة هي أن الكعكة بالكاد موجودة الآن."

 

 

 

وفي سياق متصل قال الخبير في الشأن السوري فابريس بلانش إن حملات مكافحة الفساد هذه كانت ذات طبيعة سياسية في الغالب.

 

 

وأضاف لوكالة فرانس برس ان "حملات مكافحة الكسب غير المشروع في سوريا متكررة لانها غير فعالة. والهدف هو فقط قطع الاشجار التي أصبحت طويلة جدا".

 

 

و نمت إمبراطورية مخلوف التجارية ، التي يقدرها يازيجي بقيمة "مليارات الدولارات" ، على مر السنين لتشمل حصص في قطاعات الاتصالات والكهرباء والعقارات.

 

 

واضاف "كانت هناك قطاعات كثيرة لا يستطيع احد العمل فيها دون المرور به".

 

 

وقال بالانش إن أعمال مخلوف حافظت على الازدهار خلال الحرب ، حيث قام باستيراد المنتجات الزراعية والهيدروكربونات.

 

 

و أضاف : "من خلال شركات وهمية ، كان واحداً من الوحيدين القادرين على تجنب العقوبات وجلب قوارب البضائع إلى سوريا".

 

 

وبقي مخلوف بعيدا عن الأنظار طوال الحرب ، وأجرى مقابلة نادرة استمرت ثلاث ساعات مع صحيفة نيويورك تايمز في مايو 2011 ، بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

 

 

وفي ظهوره المفاجئ في 1 مايو ، حث مخلوف الأسد على "إعادة جدولة" ما يصل إلى 185 مليون دولار من مدفوعات الضرائب لدى "سيريتل".

 

 

وفي مقطع فيديو ثانٍ في 3 مايو ، اتهم مخلوف الأجهزة الأمنية باحتجاز موظفين لترهيبه ليبتعد عن أعماله.

 

 

وتسأل "هل كان يمكن لأي شخص أن يعتقد أن الأجهزة الأمنية ستأتي لشركات رامي مخلوف ، بينما كان أكبر راعي لها طوال الحرب؟.

 

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات من موظفيه اعتقلوا.

 

 


وقال مصدر دبلوماسي عربي في بيروت إن الحكومة السورية تمكنت من الحصول على الأموال "من عدد من رجال الأعمال".

 

 

وقال المصدر لوكالة فرانس برس " يبدو ان مخلوف رفض دفع ما طُلب منه وسط تقارير تفيد بأنه حاول حتى الحصول على أموال من البلاد".

 

 

وأضاف أن الأسباب الرئيسية لسقوطه على ما يبدو هي نمو إمبراطوريته ، و "الحاجة الملحة للدولة للنقد بسبب الأزمة الاقتصادية".

 

 

وانخفضت الليرة السورية إلى مستويات قياسية في السوق السوداء ، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية خلال العام الماضي.

 

 

وأشارت بعض التقارير إلى ضغوط من روسيا ، التي قد تسعى للحصول على مدفوعات من دمشق مقابل تدخلها العسكري لدعم الأسد.

 

 

ويشير التقرير " تذكرنا القضية بخلاف عائلي سابق ، عندما نفى والد الأسد قبل أربعة عقود أخيه بعد أن قام بانقلاب فاشل ضده."

 

وقال بلانش "بشار يتخلص من ابن عم مرهق تماما مثلما تخلص والده من رفعت الأسد في الثمانينات."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه