تتسابق الدول ممثلة في الشركات حول العالم في إحراز السبق العلمي من أجل تبني أول علاج فعال من أجل مكافحة الوباء المستجد COVID-19 والذي انطلق من سوق للحيوانات والمأكولات البحرية في مدينة ووهان في الصين في آخر أيام عام ٢٠١٩ ليصبح في مدة قياسية جائحة عالمية جمدت مفاصل الحياة على سطح الكوكب وتسببت بخسائر اقتصادية تجاوزت حتى تاريخ نشر هذا المقال خسائر الحرب العالمية الثانية والتي كانت تقدر بـ 4.1 ترليون دولار. منذ وقت مبكر من عمر الجائحة بدأت مراكز الأبحاث العالمية في جميع الدول الأبحاث العلمية المتسارعة من أجل فهم طبيعة الفايروس وذلك لتسهيل تطوير علاج للمرض المستجد.
حيث يعطي العلاج المكتشف للدولة صاحبة الفضل في تطويره قيمة اقتصادية كبيرة، ويد طولى سياسياً على مستوى عالمي. ولهذا السبب يُعزى السباق الكبير والتنافس المتقد من أجل الحصول على السبق في تطوير العلاج/اللقاح، وبشكل آلي الحصة الأكبر في المنفعة المالية جراء تصنيعه وتوزيعه. فقد تجاوز عدد الأبحاث المنشورة حول فايروس كورونا المستجد 19700 بحث علمي -حتى اليوم- تتناول الفايروس من جميع النواحي بشكل علمي دقيق.
ففي بداية الأزمة أعلنت العديد من الدول على ألسن مراكز الأبحاث أن تطوير لقاح للفايروس المستجد قد يستغرق مدة لا تقل عن ١٢ وحتى ١٨ شهراً. وقد يسأل البعض لماذا كل هذه المدة؟، تجيب الدراسات العالمية أن تطوير اللقاح يجب أن يمر بعدة مراحل من التجارب لضمان سلامته للاستخدام البشري وخلوه من التأثيرات الجانبية السلبية على الجميع. في الوقت نفسه بدأت عدة مراكز أبحاث في تطوير لقاحات للفايروس مثل مركز "مودرنا" في الولايات المتحدة الأمريكية الذي بدأ في مرحلة التجارب على البشر، و شركة الأدوية البريطانية السويدية "AstraZeneca" التي فشلت تجاربها على الحيوانات في إيقاف الفايروس، مع تصريح الحكومة الصينية بدأت مراحل التجارب السريرية على عدة لقاحات. وتستمر الأبحاث والتجارب لتطوير اللقاحات بالرغم من التصريحات السلبية من أعضاء منظمة الصحة العالمية الذين صرح البعض منهم بأنه لا يمكن للبشرية القضاء على الفايروس بشكل نهائي.
على الجانب الآخر تم استخدام بعض العلاجات لمكافحة المرض حتى الوقت الذي يتوصل العالم فيه للقاح المناسب لإيقاف تمدد الفايروس. فاعتمدت بعض الدول طرق علاج مختلفة تراوحت بين الملاحظة المستمرة والعناية الطبية وبين استخدام علاجات متوفرة مثل علاج ريمديسيفير من مركز "غيلياد ساينسز" الأمريكي، وعلاج الملاريا "هيدروكسي كلوروكين" الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صباح اليوم أنه بدأ بتناوله منذ ١٠ أيام على سبيل الوقاية من فايروس كورونا. بغض النظر عن حقيقة أن هذا العلاج الذي يعتبر ذو تركيبة متاحة بخلاف ريمديسيفير الذي لازالت الشركة الصانعة تحتفظ بحقوق تركيبته قد تم تسويقه عن طريق الرئيس الأمريكي بدوافع غير معروفة، ربما للمساهمة في تخفيف القيود، وكسر حدة المطالبات باستمرار الإغلاق العام.
بشكل عام أظهرت كثير من الدراسات أن العلاجات المتاحة لمكافحة فايروس كورونا المستجد لم تثبت فعاليتها إكلينيكياً، وأن بعض الدراسات أثبتت أن عقار "هيدروكسي كلوروكين" المستخدم لعلاج الملاريا قد رفع نسبة الوفيات في الحالات الحرجة التي تم استخدام العلاج عليها من ١١٪ إلى ٢٢٪، وبالتالي لا يُمكن الجزم بسلامة استخدام العلاج لمكافحة الفايروس لدى الحالات المصابة، بالإضافة لعدم وجود دلائل بحثية وتجارب سريرية على نجاح عقار محدد في علاج المرض. مما يعيد الجميع إلى الحل الأول، وهو تطوير لقاح يوقف انتشار المرض وينقذ البشرية من هذا الكابوس المرعب.