لم تدرك لينا محمد المعروفة بـ Lina Mo أن رغبتها المتكررة في الإمساك بالكاميرا في طفولتها، سيتحول إلى احتراف! فبعد سنوات من الدراسة في هندسة البرمجيات وإدارة الأعمال، ثم العمل في مجال تنظيم الفعاليات، وجدت شغفها يزداد ويكبر تجاه تجسيد اللحظات الجميلة من خلال عدستها! فدرست التصوير الفوتوغرافي، ثم خلقت منهجها الخاص في التصوير وتخصصت في تصوير الأزياء! حتى لفتت أنظار الكثير من الشخصيات في السعودية والمجلات المتخصصة خارجها مثلMarie Claire و EllE Magazine. الرياض بوست استضافت " لينا مُو " وأجرت معها هذا الحوار.
بداية، مالذي يمثله لك التصوير؟
التصوير هو الأداة التي أترجم من خلالها أفكاري وأشارك بها العالم، تماماً كالفرشاة التي يمسك بها الرسّام لترجمة مشاعره وأفكاره، والكاتب الذي يترجم بالقلم كل ما يود قوله.
إذأً التصوير في اعتقادك فن؟
بالتأكيد! التصوير فنّ كبقية الفنون يمكن تعلمه وتنميته بالدراسة، ويتم اكتشاف الشغف في أي مرحلة عمرية، لكني اكتشفت حبي لهذا المجال في صغري، حين كنت أذرف الدمع وأحتج إن لم تتركني أمي أصور في المناسبات العائلية.
تخصصتِ في تصوير "أزياء الشارع" مالذي يقصد بأزياء الشارع؟
أزياء الشارع هي أزياء لا تظهر في الأستوديوهات، وتعتبر من ملابس الشارع الشعبية. كما ترتبط أزياء الشارع عمومًا بثقافة الشباب، وغالبًا ما تُرى في المراكز الحضرية الرئيسية.
وهل هو نهجك الفني؟
نعم. ويبدأ في الغالب بفكرة أطورها في رأسي ثم أحاول تجسيدها واقعياً في صورة. فأنا أحب التفرد في الأفكار و التنفيذ وحتى فيما يسمى تكوين الصورة والتناغم اللوني.
شاركت بصورك في العديد من أغلفة الكتب والمجلات المتخصصة كمجلة "Destination Jeddah" و كتاب "Under the Abaya"، كما تم اختيار صورة من صورك لعرضها في الإعلان الرسمي لـ "موسم الرياض" في نسخته الأولى. كيف أثرت هذه التجارب عليكِ كمصورة؟
كان تأثيرها إيجابياً جداً، فقد أشعرتني بالسعادة لأن ذلك يعد تقدير كبير لفنّي! وكل تجربة من تلك التجارب تعد مميزة بالنسبة لي كمصورة محترفة، خاصة مشاركة واحدة من صوري في إعلان موسم الرياض كأحد الصور المعروضة في موقعهم الرسمي! وأتطلع للمزيد.
في الوقت الذي كان فيروس كورونا يلزم العالم بالبقاء في المنزل، استثمرتِ وجودك بعملين مميزين! أحدهما جلسة تصوير عن بعد! والآخر فيديو حمل عنوان "يوم في حياة قفّاز"! حدثينا عن التجربتين؟
بالنسبة لجلسة التصوير عن بعد، في فترة الحظر قررت في أحد الأيام تنفيذ فكرة معينة خطرت على بالي بواسطة برنامج "ZOOM" وقد كانت تجربة جديدة علي. فتناقشت مع صديقي المودل ورحب جداً بالفكرة! فخططنا سوياً ورتبنا الزوايا والوقت والمعدات و كل شي قبل التصوير بيوم واحد. وفي اليوم المحدد أتممنا الجلسة أونلاين والتي استغرقت ساعتين تقريباً! كنت فيها أعطيه التعليمات الخاصة بالتنفيذ. وقد تم التصوير بواسطة خاصية المؤقت الموجودة في الكاميرا.. ويتم التعديل في نفس اللحظة. وبعد الإنتهاء أرسل لي النتائج من الكاميرا بواسطة الإيميل.
أما فيما يتعلق بالفيديو، فقد أتت الفكرة من سلوك بعض الناس الذي استفزني جداً! وهو رمي القفازات على الأرض الأرض بعد استخدامها. فأصبحت ألاحظ القفازات التي يرتديها الناس وأفكر في دورها في زرع الثقة والأمان في نفوسهم من خلال قدرتهم على الإمساك بالأشياء دون خوف. وظلت الفكرة في ذهني ولم أنفذه حتى جاء اليوم الذي تواصل فيه معي فريق برنامج "صنع بالبيت" بقناة MBC وطلبوا مني المشاركة في البرنامج بتصوير فيديو وإرساله لأنهم بحاجة لمشاركات من مبدعين! فخطر ببالي تنفيذ الفكرة. فتواصلت مع صديقي محمد الجوجو والذي ظهرت يده التي ترتدي القفاز في الفيديو، وصورنا الفكرة في اليوم التالي واستغرق التصوير ٣ ساعات تقريباً وانتهيت من المونتاج في نفس اليوم وعرض في البرنامج. ويعد أول فيلم أنفذه في حياتي والحمدلله نال الإستحسان.
عالم الكاميرا عالم واسع وبه تفاصيل كثيرة من عدسات وإضاءات وأدوات مساندة، كيف يمكن للشخص المبتدئ في التصوير أن يبتاع الكاميرا المناسبة له؟
المصور المبتدئ يجب أن يحدد نوعية التصوير الذي يود، لأن اختيار نوع الكاميرا يعتمد على الإستخدام. وبعد أن يحدد ذلك يبحث ويستعرض المزايا التي تقدمها الكاميرا ويستشير قبل شرائها.
كيف تجدين ممارسة الفتيات للتصوير اليوم في السعودية، بما أنك ولدت وتعيشين في مدينة جدة؟ هل يعتبر مجالاً سهلاً أم هناك صعوبات تواجه الفتاة؟
أعتقد بأنه لا مجال اليوم لإستخدام كلمة صعوبات! فمع ما نعيشه من تطورات متسارعة في المملكة منذ انطلاق مشروع رؤية المملكة 2030م، أصبح للفتاة فرص أكبر لترجمة الإبداع والتخصص في مهن كثيرة كانت في يوم من الأيام حكراً على الرجال، لكن هذا الأمر أصبح من الماضي!
هل هناك متطلبات للنجاح في هذا المجال والتطور فيه؟
بالتأكيد! التعلم المستمر هو أحد أهم الأدوات للإستمرارية في النجاح أو التميز وابتكار أفكار خلاقة. بالإضافة للإطلاع على النماذج العالمية الناجحة وآخر أخبار تقنيات التصوير التي تتطور يوماً بعد يوم وتشكل تحدياً لكل متميز، و التغذية البصرية اليومية من خلال تصفح الصور محلياً وعالمياً.
كلمة أخيرة للقراء
الصبر سر النجاح، وصحيح أن تحقيقه صعب في بادء الأمر وقد تواجه بالفشل ولكن يجب أن تؤمن بأن النجاح هو النهاية السعيدة لكل تعبك. شكراً لكل من يتابع فنّي ويصفق لأعمالي، وأولهم عائلتي ثم أصدقائي ومتابعيني. كما أشكر صحيفة الرياض بوست على هذا اللقاء.