دعا السفير الليبي لدى الأمم المتحدة السيد إبراهيم الدباشي إلى «التدخل في ليبيا بنفس الطريقة التي تم التدخل فيها في اليمن من قبل الجامعة العربية » طالما «لم يُسمح للحكومة الليبية بالحصول على الأسلحة المناسبة لمحاربة الإرهاب». جاء ذلك في مقابلة خاصة عالج من خلالها حالة الطموحات الإيرانية في ليبيا وقارن بين الواقع الليبي والوضع في اليمن. وقال السيد الدباشي إن النظام الإيراني قد حاول في الأشهر القليلة بعد إسقاط نظام معمر القذافي —أن يغير التركيبة الدينية في بلده، ولكن دون نجاح مضيفًا «تم رصد بعض المحاولات لنشر المذهب الشيعي في ليبيا. خاصةً في المنطقة الشرقية، ومُسِكت بعض الكتب, وذلك في بداية الثورة, في سنة 2011. وأضاف " بالتأكيد كان استغلالًا للفراغ الأمني في البلاد. ولكن تم اكتشاف الأمر، وأصبح التعامل مع إيران فيه شيء من الحذر. أي، بعد الثورة — كما حاول بعض المسيحيين أن ينشروا الديانة المسيحية، وذلك أنهم اعقتدوا أنه الوقت المناسب للتأثير على الشباب فلا توجد سلطة في البلاد ، والأجهزة الأمنية غير موجودة. مشيرًا أنه من الصعب التأثير على الشعب الليبي ، فالشعب الليبي بصورة عامة شعب متدين. وأوضح " لا أعتقد أن ينجح أي مذهب أو أي ديانة أخرى في أن تنتشر في ليبيا، لأن الشعب الليبي 97 ٪ مسلماً مالكياً، و3 ٪ من المذهب الأباضي والذي لا يختلف عن المالكي في شيء كبير.» وقارن السيد الدباشي بين الوضع المتدهور في ليبيا والحالة في اليمن، قائلاً: «للأسف، نحن نعاني في ليبيا من مشكلة مشابهة لمشكلة اليمن ، الفارق الوحيد هو أن الميليشيات التي استولت على العاصمة في ليبيا هي ميليشيات تضم كل الليبيين فعلاً. الانقسام داخل ليبيا ليس على أساس طائفي، ولا حتى على أساس تيارات سياسية. هناك من يتحدث عن هؤلاء الثوار وبقايا النظام السابق. وهناك من يتحدث عن أن الحكومة يجب أن تكون من أولئك الذين حاربوا النظام السابق. وهناك من يرى أن صندوق الانتخابات هو الفيصل بين الجميع، ومن ينتخبه الشعب هو الذي يجب أن يحكم البلد. فحصل نوع من التحالف بين ميليشيات مدينة مصراتة وبعض التيارات الإسلامية تسبب في سيطرة — بعض المتطرفين وغير المتطرفين—على العاصمة. الوضع في اليمن مختلف. هناك فئة معينة وهي فئة شيعية، استولت على العاصمة وقد تحالفت مع علي عبد الله صالح، من أجل أن يحكموا اليمن بالقوة. والأعمال الأخيرة التي حصلت طبعاً للأسف، أولاً قضت على أي أمل للديموقراطية في اليمن، وأصبحت بصورة عامة تدخل إيراني واضح فيها. وأصبح هناك تهديد واضح لدول الخليج، ولو سكتوا عنه، من المؤكد أنه سيتهدف أمن السعودية. و لم يكن من الممكن الإنتظار، ولهذا تدخلت السعودية عسكرياً من أجل حماية — أو على الأقل الحفاظ على الشرعية، للرئيس الشرعي، ومحاولة وقف هذا التدهور. التدهور خطير جداً». أما بالنسبة إلى مصالح الدول المجاورة في ليبيا مقارنة باليمن، قال: «وضع اليمن بالنسبة للسعودية هو مثل وضع ليبيا بالنسبة لمصر. فإذا كان هناك أي مبادرة لمساعدة السلطة الشرعية في ليبيا، أعتقد أنه ستقودها مصر, لأن مصر متأثرة تأثيراً مباشراً من وجود الإرهاب في ليبيا, وباستيلاء الميليشيات على العاصمة طرابلس. وطبعاً مصر لديها حوالي مليون ونصف عامل موجود في ليبيا، وعدم استقرار الوضع في ليبيا يؤثر تأثيراً مباشراً عليها ». ورداً على سؤال عن أي دور قد تتخذه الحكومة الليبية من الهجوم الذي تقوده المملكة العربية السعودية على مواقع الحوثيين في اليمن ، قال السيد الدباشي: «نحن الليبيون طالبنا بكل وضوح من الجامعة العربية أن يتم التدخل في ليبيا بنفس الطريقة التي تم التدخل بها في اليمن. نحن نواجه مشكلة مع الإرهاب في ليبيا، فنعتقد — وللأسف الإرهاب متحالف مع المجموعة التي استولت على العاصمة، والمجموعة التي استولت على العاصمة قامت بأعمال إرهابية. ووفقاً لتعريف الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، حرقوا منشآت خاصة، واستولوا على منشآت الدولة، وحرقوا مؤسسات عامة، ودمروا كثيراً من المؤسسات الاقتصادية. وطبعاً، ينطبق عليهم التعريف بالرغم أن عقيدتهم ليست إرهابية، يعني، ليست عقيدتهم القاعدة ولا داعش، ولكن الأعمال التي تمت في طرابلس هي أعمال إرهابية. ومن ثم نحن نرى أنهم يجب أن يفكوا ارتباطهم بالإرهاب، وبأنصار الشريعة، أو أي مجموعة أخرى مرتبطة بالقاعدة أو داعش، وإلا سيعاملون معاملة مجموعات إرهابية،. ونأمل في الوقت الحالي، أن يسمح لنا مجلس الأمن بالحصول على الأسلحة المناسبة لمحاربة الإرهاب، وخاصةً تعزيز السلاح الجوي». وعن سؤال السيد الدباشي عن العلاقة بين تسليح الجيش الليبي والمحاولات الجارية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية قال: قال « الإرهاب لا ينتظر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ،وأننا لاحظنا خلال الأسابيع الماضية، أن الأرهاب بدأ ينتشر ويحاول الاستيلاء على حقول النفط، وهو الاستيلاء على عصب الاقتصاد الليبي».