2020-06-20 

ابكر مناني...الحلم الإفريقي

ماريا معلوف

( لطالما كان الحديث عن التأثير العربي والإسلامي في إفريقيا مثارا للتشكيك والتندر بل والانكار في أحيان كثيرة ولم ينجح إلا القلاءل من اهل إفريقيا في إيجاد ذلك الرابط الذي يجمع بين المرجعية العربية والروح الإفريقية والتواصل مع الغرب إيمانا بحوار الحضارات...

 

ابكر مناني شخصية لا يوجد منها الكثير في إفريقيا ...عربي تشادي... مسلم الديانة ويعشق فرنسا التي يرى فيها القلب والروح وعذوبة اللغة الساحرة.....انا انسان أولا هو مبداه...صديقي هو الإنسان بغض النظر عن ديانته...هكذا يكرر الرجل دائما...

 

وكل شعوب الأرض هم أهله وجيرانه فكم من صديق يهودي تفاجأ بوصول رسالة من مناني في عيد الفصح و يوم كيبور و يوم ذكرى المحرقة....انه واجب الصداقة والأخوة في رأيه 

....مواقفه السياسية أصبحت حديث رواد تويتر وهو الذي بارك  هزيمة الديكتاتورية العسكرية  المساة(الاخوان المسلمين ) في السودان و قريبا في تونس وليبيا وسابقا في الجزائر وذاك برأيه هو البداية الحقيقية لربيع قادم لشعوب المنطقة....اصوات في تشاد تطلبه رءيسا للجمهورية أو رءيسا لوزراءها رغبة في إنعاش الاقتصاد...بل إن يكون هو قائد  المنافسة عبر الساحة الافريقية وفي جنوب صحراء افريقيا لاطلاق طريق حرير افريقي ولو كان حلما بعيدا.......

 

الكاريزما الافريقية والتي اختفت عن الاعلام ساعة انتهاء ولاية الرءيس الأمريكي أوباما عادت مع إطلالة هذا الرجل التشادي  في مؤتمر ميونخ الأمني ​​قبل أشهر قليلة...نجاح في جميع مناحي الحياة... ثروة ونفوذ غير عاديين ..أسطول من الطائرات الخاصة بالاضافة الى قصص حياة مهنية دولية مثيرة للإعجاب.

 

 أبكر مناني يشبه في استقراءه لأحداث بلاده المقبلة الحاسة التي كان يملكها وزير خارجية عراقي لازال على قيد الحياة حيث الشعور بتداعيات الأحداث قبل وقوعها فليس هناك أحد في إفريقيا وفي تشاد ينسى يوم ان قاطع ماناني في العام ١٩٩٤ أحد الاجتماعات حول البوسنة للتحذير من المذبحة القادمة في رواندا.

 

  ثم اصبح المستشار الخاص للرئيس التشادي حيث زار  السعودية ودول الخليج إلى أن أقام في الامارات العربية المتحدة...هو رئيس ومالك  لمجموعة Amjet Group و يقود استثمارات في الطاقة والنقل والتكنولوجيا والبنى التحتية وامتلاك شركة تأجير الطائرات الأوروبية Amjet Executive SA.

 

هوايته والتي هي الطيران تطارده في كل ساعات يومه...فكم حلم بها منذ  ولد قبل خمسين سنة في مدينة بونغور التشادية ..... واليوم طارت به النجاحات ليصبح شخصية دولية راءعة وصديقا لقادة العالم والرياضيين المشهورين ...

 

 

 

في العالم العربي 

 

 

تعد علاقة مناني بالامارات تاريخية، فهو محب لسيرة الشيخ زايد مؤسس الدولة ومعجب بالقيادة الحالية للدولة التي تقود البلاد إلى المستقبل، وأما المساهمة التي قدمها للإمارات قبل اسابيع قليلة في ظل وباء كورونا فهي على حد تعبيره واجب أخلاقي تجاه دولة تستحق الخير من الجميع.

 

ذلك انه  قد وضع تحت تصرف الجهات الحكومية في الدولة

شركة الطيران التي يملكها وهي( Amjet Executive)  مع تحمل كافة الرسوم التشغيلية لمواجهة جائحة كورونا..هذه  الشركة التي اسسها في جنيف وأثينا قبل أن يستقر في الإقامة بالإمارات في العام 2004.

 

حيث يقول أنه لم يأت وأسرته للاستثمار وكسب المال بالدرجة الأولى ، بل جاؤوا لكسب الامن و الأمان في بيئة عربية أصيلة العادات و منفتحة على الثقافات وهو محب لسيرة الشيخ زايد ومعجب بالقيادة الحالية للدولة التي تقود البلاد الى المستقبل  وأما المساهمة التي قدمها للامارات فهي على حد تعبيره واجب أخلاقي تجاه دولة تستحق الخير من الجميع.

 

لقد سمع كغيره من الأفارقة القول العربي الشاءع ان ما يبقى للانسان هو وطنه لكن الاقتصاد الفاسد والنظام الاستبدادي وانعدام الشفافية وضعت بلاده في ثالث أدنى مؤشر للتنمية البشرية إلى جانب النيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى ..وما من منقذ للبلد بحسب رأيه سوى الديمقراطية.

 

اليوم عندما ينظر  ماناني الى قريته في شمال انجامينا يدرك ان الافريقي مثله قادر على ان يكون هو المعادلة الاقتصادية الصعبة في الزمن القادم وان تشاد وافريقيا لن تبقى خارج التاريخ ... مناني هو دون شك أوباما القادم الذي سيجعل تشاد ممرا لاقتصاد إفريقيا الجديد في عالم مابعد كورونا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه