وفقًا لوكالة الأنباء الفارسية ايرنا كتبت تقرير عن العلاقات الإيرانية الأوروبية ، وترجمتها الرياض بوست ، عن مساعي إيران لعودة العلاقات مع الدول الأوروبية. فعلى الرغم من حدة التوتر في العلاقات بين إيران والدول الأوروبية خلال السنوات الماضية، إلا أن الظروف والمصالح المشتركة لاسيما في المجالات الإقتصادية والتجارية تستطيع أن تعيد العلاقات بصورة سريعة. وبالتأكيد فإن دخول دول أوروبا في إطار الإتحاد الأوروبي كان من أهم التحولات في الساحة الدولية، كذلك دور إيران كأبرز اللاعبيين في منطقة الشرق الأوسط ، كان له نفس التأثير في المنطقة ، وبالتأكيد فإن كلا الطرفين مثل سائر اللاعبيين يحافظ على مصالحه . وتسعى إيران في عهدها الجديد أن تعتمد سياستها الخارجية على الاعتدال وسياسة التعامل البنّاء، وأن تزيد من علاقتها الخارجية بشكل متوازن مع كافة الدول، لاسيما الدول الأوروبية بسبب تاريخ علاقاتها الممتد مع إيران. وبسبب الدور الأوروبي في النظام الدولي وكذلك المكانة الجيواستراتيجية لإيران ومصادر الطاقة الممتدة، تقابلت المصالح المتبادلة لتقوية العلاقات في إطار مناسب بين الطرفين ولبداية فصل جديد من العلاقات المشتركة سافر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أسبانيا ومن ثم البرتغال، و يتوقع أن تهدف الزيارة لتوسيع العلاقات السياسية والإقتصادية بين إيران وأوروبا. والتقى ظريف رئيس المفاوضيين الدبلوماسيين الإيرانيين خلال زيارته برئيس وزراء أسبانيا «ماریانو راخوی» ووزير الخارجية «خوسه مانويل غارسیا مارغلو» ورئيس البرلمان خسيوس ماريا يوسادا ، ووزير الإقتصاد الأسباني لويس دجيندوس . ووفقا لتقرير وكالة أنباء ايرنا ، فتعد هذه الزيارة أول لقاء أوروبي يلتقي فيه وزير الخارجية الإيراني بنخبة من السياسيين ، والإقتصاديين ووسائل الإعلام الأجنبية،بعد اتفاق لوزان بسويسرا. وتأتي زيارة ظريف لمدريد ولشبونة ردًا على زيارة نظرائه الإسباني والبرتغالي إلى طهران بهدف تقوية العلاقات الثنائية. وزار وزير خارجية أسبانيا طهران في مارس 2014 ، ووزير الخارجية البرتغالي في فبراير الماضي. وجاءت زيارة وزراء الخارجية الأوروبيين لطهران من أجل تقوية التعاون المشترك وإجراء محادثات مع المسئولين الإيرانيين ، بينما جاءت زيارة ظريف بهدف استمرار المشاورات مع المسئوليين رفيعي المستوى في كلا البلدين ، ودراسة التطورات في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما وأنّ أسبانيا عضو غير دائم بمجلس الأمن لمدة عامين ، ورئيس لجنة الرقابة على العقوبات الإيرانية. وصرح ظريف في مطار مدريد أنه سيناقش الموضوعات المهمة في المنطقة لاسيما أزمة اليمن وقضايا الصراع الأخرى الناتجة عن توسع التنظيمات المتطرفة في المنطقة والتي أصبحت من أهم مشكلات دول المنطقة وسائر أعضاء المحتمع الدولي. وأضاف أن العقوبات قللت العلاقات الإقتصادية الإيرانية بالدول الأوروبية وخاصة أسبانيا. وأشار إلى زيارات وزراء الخارجية الإسباني والبرتغالي إلى طهران بهدف بحث توسيع العلاقات الإقتصادية ، وأنه في مدريد للسبب ذاته. بالتأكيد فإن العلاقات بين إيران والدول الأوروبية مازالت مضطربة حتى الآن وتواجه تحديات مثل حقوق الإنسان ، وأسلحة الدمار الشامل ، والإرهاب وبعض القضايا المنطقة والشرق الأوسط. إلا أنّ مكانة الدول الأوروبية في النظام الدولي وكذلك دور ومكانة المنطقة وقيادة إيران من الضروريات المتبادلة ، من أجل إقرار اتفاق قوي بين طهران والدول الأوروبية لاسيما أنّ السياسة الخارجية الإيرانية تعتمد أولا وأخيرا في الحفاظ على الأهداف والمصالح المشتركة دائما وتسعى أن تحافظ على مصالحها وأمنها القومي عن طريق الدبلوماسية. وبموجب إطار الإتفاق المبدئي في لوزان سويسرا بين إيران ومجموعة 5+1 وبإشراف الإتحاد الأوروبي سيخلق ساحة جديدة للإقتصاد الإيراني، ويتوقع محللون أنه بعد إلغاء العقوبات على إيران ، وستلعب الدول الأوروبية دور مهم جدًا في دعم الإقتصاد الإيراني .