في كل مسيرة نجاح محطات تعثر متباينة في تأثيرها ومدتها. فإما مؤقتة وبتأثير ضئيل.. أو طويلة وبتأثير عميق وأحياناً مدمرّ! ويتحدد أثرها على الفرد حسب قوة تحمله، وطريقة تفاعله وإدارته التي تستند في الأساس إلى فكره وشخصيته وإيمانه بذاته وصحته النفسية. وجميعنا يدرك بأن من يتسبب في التعثر الذي يصيب الناجح – إن لم يكن هو نفسه في بعض الأحيان - هم أعداء النجاح الذين يستثمرون أوقاتهم الثمينة في صناعة أحدث أنواع العراقيل التي تتناسب مع كل عصر ومرحلة!
لكن وبالرغم مما يحدثونه من فوضى وتأخير وضرر، إلا أن وجودهم في حياتنا ليس بذلك السوء! بل إنهم يمنحون النجاح لذة ضعف لذته، ويكسبون الناجح لياقة عالية مع الوقت، دون أدنى وعيِ منهم أو قصد. أما حدة الخطر ومداه فلا يصل أبداً لما قد يُحدثه "أعداء الحياة"!
أعداء الحياة هم صنفٌ من البشر جندوا أنفسهم لخدمة البؤس. يتواجدون حولنا في كل مكان وبعدة أشكال. غالباً ما تكشفهم أفعالهم المستميتة لقتل لحظات الفرح والإنجاز وسرقة السكينة من أرواحنا، والبحث الدائم عن كل ما يسهم في إشعال فتيل القلق والخوف بداخلنا من كل ما يحدث،مهما بدا منطقياً أو طبيعياً!
لكن أتعلم عزيزي القارىء ما المخيف فعلاً؟ أن نتأخر في اكتشاف حقيقتهم! كونهم يجيدون التخفيّ والإختباء خلف أقنعة النصح والحب والصداقة والقرابة، فتبدو انفعالاتهم وتحذيراتهم مبررة، ويبدو سعيهم لما يفيدنا صادقاً وبريئاً! فنحسن الظن بهم حتى تتمكن سمومهم من إتلاف حياتنا شيئاً فشيئاً دون أن نشعر!
ولكن يبقى الأهم الآن هو ما علينا فعله حين نصادف أعداء الحياة. لذا سأختم مقالي بالقول: كن قاسياً وتخلص منهم دون أن تفكر مرتين! فأنت تستحق العيش بسعادة وراحة بال، ولم يمنحك الله هذه الروح لتعذبها وتقلقها وتحزنها. وإن اعتقدت أن بإمكانك تغييرهم أو التصدي لهم فأنت مخطىء! فهم خلقوا ناقمين وسيظلون كذلك دوماً.. أعداءًا للحياة!.