2020-11-10 

#الانتخابات_الأمريكية ...الولادة من الخاصرة

سعود المشهور

 

شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، العديدمن العلامات الفارقة و المميزة في ظل استقطاب سياسي غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وظروف استثنائية متمثلة في وباء كورونا.

ومع تأكيد فوز المرشح الديمقراطي «جو بايدن» الذي يعتبر  أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة حيث يبلغ من العمر 77وعند اداء القسم سيكون قد بلغ 78 عاما محطمًا بذلك رقم سلفه دونالد ترامب الذي تم انتخابه عام 2016، وعمره 70عام، والرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان بعمر  69 عاما  الذي انتخب في عام 1980 اما  «كامالا هاريس» نائبة الرئيس المنتخب فهي تعد  أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، ففي تاريخ الولايات المتحدة كان منصب رئيس البلاد ونائبه حكرًا على الرجال فقط، رغم محاولات النساء العديدة لكسر هذه الهيمنة، أخرها ترشح هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية في عام 2016 وجرت ترشح هناك محاولتين سابقتين لسيدات حاولن تولى منصب نائب الرئيس، آخرها عام 2008 حين ترشحت «سارة بالين» حاكم ولاية ألاسكا الأسبق، عن الحزب الجمهوري، سبق ذلك محاولة للمرشحة الديمقراطية «جيرالدين فيرارو» في انتخابات عام 1984.

 

بجانب كونها أول سيدة تتولي منصب نائب الرئيس، فإنها أول شخص ملون يتولى نفس المنصب، وعبر تاريخ الولايات المتحدة، لم يرشح أي من الحزبين الرئيسين سواء الديمقراطي او الجمهوري مواطنين ملونيين، أي غير بيض ، سواء لمنصب الرئيس أو نائبه، باستثناء أوباما الذي ينحدر من أصول أفريقية وترشح عام 2008، وفاز بالرئاسة، وأعيد ترشيحه في 2012.

وترجع أصول «هاريس» إلى «جامايكا» من ناحية الأب، والهند من ناحية الأم،  لهذا أصرت والدتها تسميتها بـ«كامالا» وهو اسم ذو جذور هندية. 

 

هذه الانتخابات التي شهدت أعلى نسبة مشاركة شعبية منذ أكثر من 120 عام. ووفقا لتقدير،«مشروع الانتخابات الامريكية» «united states elections project»، فإن نسبة المشاركة في انتخابات عام 2020، بلغت 66.4%، بواقع 158.8 مليون مصوت أمريكي في هذه الانتخابات، من بين 239 مليون من يحق لهم التصويت.

 

ولاتزال  انتخابات عام 1900هي الاعلى في نسبة المشاركة الشعبية في التاريخ الامريكي حيث بلغت نسبة المشاركة وقتها 73.7% من الاشخاص الذين يحق لهم التصويت .

 

في انتخابات 2020حقق بايدن رقمًا قياسياً كأكثر رئيس حصد أصوات الناخبين الأمريكيين، حيث كسر رقم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في انتخابات عام 2008، حين حصد ما يقرب من 69.5 مليون صوت من الأصوات الشعبية إلى جانب فوزه بأغلبية  أصوات المجمع الانتخابي.

ووفقا للنتائج -حتى الآن- فإن «بايدن» حصد ما يفوق الـ 74.9 مليون صوت من الأصوات الشعبية، بواقع 50.6%، مقابل 70.6 مليون صوت لترامب، بواقع 47.7%.

وحتى في حالة نجاح «ترامب» فإنه كان سيحطم رقم أوباما، وذلك يرجع إلى حجم الإقبال الهائل في هذه النسخة من الانتخابات.

ترامب الذي يرفض حتى الان الاقرار بالهزيمة

ومازال يكرر مزاعمه بشأن التزوير والتلاعب في الانتخابات، وعلى مدار تاريخ الولايات المتحدة، لم يدع أحد المرشحين تزوير الانتخابات.

ومن المرجح أن يفصل في هذه المزاعم في المحاكم الأمريكية، في سيناريو قلما يحدث في الولايات المتحدة، لكن في المقابل حسم الانتخابات عبر المحاكم ليس جديد في السياسة الأمريكية، فقد حسمت انتخابات عام 2000، بين المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش، والمرشح الديمقراطي آل جور، في المحكمة العليا بولاية فلوريدا، لطلب الأخير إعادة فرز الأصوات.

وفي الختام لابد من استخلاص دورس هامة من هذه الانتخابات 

 

اولًا / سقوط اسطورة نهاية الاعلام التقليدي لصالح الاعلام الجديد فالقنوات التلفزيونية والصحف هي من اعلنت الرئيس من مراكز الاقتراع واعترف العالم بنتائجها وفشلت كل محاولات ترمب  ومناصريه في توتير ووسائل الاعلام الجديد في الثني عن تقديم التهنئة والاعتراف بالنتائج. 

ثانيًا/ صعود ابناء المهاجرين والملونين في شتى مؤسسات الدولة الامريكية. 

ثالثًا / جميع الرؤساء  الامريكين من الحزب الديموقراطي  طيلة الـ 30 عاما الماضية كانوا من حملة الدكتوراه في القانون من جامعات عريقة وفي هذه الانتخابات كان الرئيس ونائبته من حملة الدكتوراه في القانون. 

رابعًا / صعود التيار الشعبوي المتطرف من اليمين واليساروتحول الصراع من صراع أقلام الرصاص ليقترب إلى حافة التراشق بالرصاص الحي.

وفي الختام ستكون الكلمة الأخيرة للقضاء لحسم إدعاءات الرئيس ترمب بسرقة نتائج الانتخابات. 

 

 

• أكاديمي متخصص بالاتصال الجماهيري السياسي

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه