2015-10-10 

هل هذا المشهد الأخير لعزة الدوري؟

من بغداد، عدنان يوسف

اجتاز منطقة الكرادة بوسط بغداد ذلك الموكب الحاشد، بين العشرات من عناصر الكتائب الملثمين، عشرات المركبات التابعة لكتائب حزب الله العراقية، تتوسطها باص صغير رمادي اللون مبرد. في المقابل انتظرت شاحنة صغيرة مغلقة وبيضاء اللون، توقف الموكب وأخرج المسلحون الموالين لحكومة بغداد تابوتا زجاجيا شفاف يظهر داخله جسدا مسجى وبه عدة طلقات أردته منذ يومين، لكن الجثة في حالة سليمة، ويمكن التعرف عليه.. فهل يكون هو؟ يقول المتحدث العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني للصحفيين "اليوم سلمت جثة المجرم عزة الدوري ال الحكومة العراقية (...) بعدما تم التأكد منه بنتيجة الفحوص وايضا شهادة من التقوا به مسبقا". وكان الحسيني اكد لوكالة فرانس برس الاحد ان كتائب حزب الله متأكدة "مئة بالمئة" بان الجثة تعود للدوري، وذلك اثر فحوص اجرتها دون كشف تفاصيلها، ومن خلال تعرف شخصين تحتجزهما الكتائب عليه. واوضح ان هذين الشخصين "تعرفا اليه على اعتبار انهما التقيا به تقريبا قبل ستة اشهر"، مشيرا الى ان الكتائب اعتقلتهما خلال الشهرين الماضيين. وكان مدير الشؤون الانسانية في وزارة حقوق الانسان العراقية غانم عبد الكريم غانم افاد في وقت سابق الاثنين، ان الحكومة ستعتمد "على الملفات المتوفرة لدى الطب العدلي"، لاجراء فحوص الحمض النووي، وفي حال عدم توافره، ستسعى للحصول على عينة من دم احد اقاربه. واكد انه في حال عدم توافر ذلك ايضا "فسيعتمد على المواصفات لان الجثة لم يصبها ضرر ويمكن التعرف عليه من خلال الجسد". وعزة إبراهيم الدوري هو الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين حيث شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة. بعد الغزو الأمريكي للعراق اختفى عزة الدوري وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق) أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفًا لصدام حسين بعد إعدامه. كما نسبت إليه تسجيلات صوتية في فترات مختلفة منذ ذلك الحين. ويرجح ان "جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذي يتزعمه الدوري، شارك في الهجوم الذي قاده التنظيم في يونيو، واتاح له السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه. الا ان التفاصيل عن دور هذا الجيش ومجموعات اخرى يعتقد انها شاركت في الهجوم، انعدم منذ ذلك الحين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه