بعد أقل من أسبوع في الهجوم العنيف الذي شنه حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي اللبناني على المملكة العربية السعودية، أهدت الرياض مساعدات عسكرية للبنان، بقيمة 3 مليارات دولار. وذكرت وكالة الانباء السعودية واس أن الجيش اللبناني تسلم أمس الاثنين الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية في إطار الدعم السعودي لتسليح الجيش وزيادة درجة جاهزيته وقوته لمواجهة الإرهاب والدفاع عن حدوده وتضمنت المساعدات العسكرية السعودية نسخة حديثة من صواريخ ميلان الفرنسية المضادة للدروع، وعشرات من العربات المدرعة القتالية وست طائرات مروحية، فضلا عن مدفعية حربية حديثة مثل مدافع سيزار، ما سيسمح بتحديث لم يسبق له مثيل للإمكانيات البحرية اللبنانية، وتحسين القدرات الحساسة لمراقبة وأمن الحدود، ويتضمن أخيرًا شقًا لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستخبارات يستجيب لاحتياجات هندسة أمنية متكاملة ترقى إلى مستوى التحديات التي يواجهها لبنان اليوم. وتشمل صفقة السلاح المقدمة للجيش اللبناني 250 آلية عسكرية وسبع مروحيات من نوع كوغار وثلاثة زوارق سريعة والعديد من معدات الاستطلاع والاعتراض والاتصال وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره اللبناني سمير مقبل أنّ الدفعة الثانية من الدعم ستصل مايو المقبل، ومن المقرر أنّ تستمر الدفعات لمدة 48 شهرًا المقبلة. وأشار لودريان في احتفال التسليم الذي أقيم في قاعدة بيروت الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي إلى مايتعرض له لبنان من ضغوط غير مسبوقة من تنظيم داعش وجبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا)، ما يجعل مراقبة الحدود والتحكم بها تحديا حيويا لأمنه. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بدوره، في كلمته أن الملك عبدالله وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جمعتهما مع الجمهورية الفرنسية الإرادة للإسهام في هذا المجهود، ومنذ العام 2013 قررنا أن نقود معًا برنامجًا ضخما لتحديث قوى الجيش اللبناني. ولفت لودريان إلى أحداث بلدة عرسال الحدودية حيث وقع مشادات بين مسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين في البلدة، انتهت بخطف تنظيم داعش وجبهة النصرة 29 عنصرا عسكريا، وقتل 4 منهم فيما لا يزال 25 آخرون محتجزين. وبدوره أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل، حاجة الجيش اللبناني لهذه الأسلحة في مواجهة الجيش للهجمات الإرهابية ولتشديد المراقبة وحماية الحدود. واعتبر أن انتصار لبنان بمواجهة الارهاب هو انتصار لكافة الدول القريبة والبعيدة المهددة بإرهاب لا يرتبط بدين أو جيش. وتوجه مقبل بالشكر إلى السعودية التي شارك سفيرها في لبنان علي عواض عسيري في احتفال التسليم، مثمنا الهبة "لتأمين الاسلحة الفرنسية الحديثة اللازمة للجيش". وبدوره شدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري على أن تسليم الدفعة الأولى من المساعدات يهدف إلى استقرار لبنان وجيشه الذي يحمي الشرعية. وأضاف أننا ننظر إلى لبنان كحكومة وكشعب ولا نتأثر بما يصدر من جهات أخرى في لبنان وحضر حفل التسليم معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان وقائد الجيش اللبناني جان قهوجي. وافتتح الحفل بالسلام الوطني السعودي تلاه النشيدان اللبناني والفرنسي، ثم ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني اللبناني سمير مقبل كلمة شكر فيها المملكة لهذا الدعم القيم البالغ ثلاثة مليارات دولار لتأمين الأسلحة الفرنسية الحديثة اللازمة للجيش اللبناني, مستذكرًا دور الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان في تحقيق هذا الدعم. وفي السياق ذاته استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مكتبه بقصر اليمامة اليوم، دولة رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري . وعبر الحريري خلال الاستقبال عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين على حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره وعلى ما قدمته من دعم للجيش اللبناني لزيادة درجة جاهزيته وقوته لمواجهة الإرهاب والدفاع عن حدود لبنان. يذكر لن لبنان شهد توترات أمنية عدة على خلفية النزاع السوري لا سيما في المناطق الحدودية، وخصوصا بعد تصاعد نفوذ الجماعات المتطرفة في سوريا. وكان حسن نصر الله شن هجوما حادا على السعودية بسبب حربها في اليمن، واتهمها أنها تسوق للحرب في اليمن على أنها حرب ضد الشيعة وهي ليست كذلك بحسب البي بي سي وأضاف أن السعودية تريد فقط اعادة هيمنتها على اليمن بعدما استعاد الشعب سيادته واعتبر أن الحرب هي عدوان سعودي أمريكي على اليمنيين