2015-10-10 

نهر النيل يشهد جريمة تلوث جديدة

وكالات

جريمة جديدة بحق هبة الله لمصر النيل ، فقد أعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ بعد غرق مركب يحمل 500 طن من الفوسفات في مياه النيل جنوب مصر. وأفاد الإعلام الرسمي ومسئولوا البيئة ان "صندل نهري على متنه 510 طن فوسفات اصطدم الثلاثاء بكوبري دندرة في محافظة قنا (قرابة 650 كم جنوب القاهرة) ما ادى الى غرقه بحمولته في النيل". وفقًا لصحيفة الأخبار الحكومية الرسمية. وارجع تقرير الصحيفة الحادث الى "السرعة الجنونية لسائق الصندل" الذي كان في طريقه من اسوان (اقصى جنوب مصر) الى القاهرة (وسط). وأثار الحادث مخاوف واسعة من تلوث مياه النيل المصدر الرئيسي لمياه الشرب في مصر البالغ عدد سكانها أكثر من 87 مليون شخص. وأعلنت وزارة البيئة المصرية حالة الطوارئ في المنطقة للتأكد من عدم ارتفاع نسب تلوث المياه بالفوفسات اثر حادث الغرق. كما جرى اغلاق 8 محطات مياه في المنطقة كاجراء احترازي للتأكد من نظافة المياه بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وقال سيد مصطفى مسؤول ملف تلوث مياه النيل في وزارة البيئة المصرية لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "الصندل الغارق كان يحمل حجر الفوسفات الخام وبالتالي فنسبة ذوبانه اقل بكثير مما لو كان فوسفات مُصنّع". واشار مصطفى الى خطورة زيادة نسب الفوسفات في المياه على صحة الانسان. وبحسب دراسات المركز القومي للبحوث الحكومي في مصر فان نحو 4 ملايين طن من الملوثات الصناعية والزراعية والسياحية تلقى سنويا في نهر النيل والمصارف والترع المائية عبر البلاد. وتزداد مخاطر التلوث في المناطق الصناعية حيث تلقي عشرات المصادر مخلفاتها الصناعية في مياه النيل، بالاضافة لالقاء المخلفات الزراعية والمبيدات والحيوانات النافقة في المناطق الزراعية. وفي 14 ابريل الجاري، وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "وثيقة النيل" مطلقا حملة قومية لزيادة وعي المواطنين وحثهم للحافظ على نهر النيل سواء من التلوث أو التعديات. وأكدت دراسات جهاز شئون البيئة في مصر ان نهر النيل وفروعه بالمحافظات يعاني من مشكلة تلوث حادة في مياهه، حيث يتم إلقاء وصرف اكثر من 4 مليارات متر مكعب سنويا فيه من المخلفات الزراعية والصناعية التي تحمل احماضا ومواد عضوية ومبيدات حشرية وزراعية ومعادن ثقيلة ومبيدات حشرية وزراعية ومعادن ثقيلة بالاضافة الي ورد النيل الذي يعمل علي تلوث نهر النيل والحيوانات النافقة في النهر. مما يجعل تنقية مياه النيل أمرا صعبا وبالتالي يؤثرعلي صحة الإنسان والحيوان والنبات وغيرها من الكائنات بالسلب. ويؤكد د. محمد أنور الديب الاستاذ بمعمل تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث إن آخر الدراسات البكتير يولوجية تشير إلي ارتفاع عدد البكتريا في المياه الداخلة لمحطات مياه الشرب، وإن ارتفاع نسبة تلوث مياه النيل يساعد علي نمو الطحالب والاخلال بالتوازن الطبيعي بين أنواع الطحالب وأضاف أنه رغم أهمية استخدام الكلور في المياه المرشحة إلا أنه يتفاعل مع المركبات العضوية بالمياه نتيجة للتلوث وتظهر بالمياه مشتقات عضوية محملة بالكلور تؤثر علي طعم ورائحة المياه كما تؤدي إلي تكون مركبات الميثان المحملة بالكلور التي لها أضرار خطيرة علي الصحة العامة. الجدير بالذكر ان تقارير لوزارة البيئة اكدت إن مصر تخسر سنويا 3 مليارات جنيه وهو مايعادل 6% من إجمالي الناتج القومي نتيجة لملايين الاطنان من الملوثات الصناعية والزراعية والسياحية التي تلقي في نهر النيل والمصارف والترع المائية بالاضافة لإهدار اكثر من 2 مليار متر مكعب سنويا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه