أكدت صحيفة فاينانشنال تايمز في تقرير ترجمته الرياض بوست أن الامير عبد العزيز بن سلمان نجح في التعامل مع أصعب إختبارات يمكن أن يواجهها وزير للطاقة في السعودية.
و بعد ستة أيام فقط من تعيينه وزيرا للطاقة ، انخفض إنتاج المملكة من النفط إلى النصف بعد سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ أشعلت النيران في أكبر منشأة لمعالجة النفط الخام في العالم.
وكان هجوم سبتمبر 2019 ، الذي اتهمت الرياض وواشنطن، إيران بالوقوف وراءه ، اختبارًا مبكرًا للأمير عبد العزيز وفق التقرير. وبعدها مباشرة صعد الأمير على متن طائرة خاصة من لندن إلى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ، معلنا في رسالة طمأنة للعالم أن المملكة ستكون قادرة على الحفاظ على إمدادات النفط أثناء إصلاح الأضرار.
وفي أقل من عامين ، تعامل الأمير عبد العزيز مع عدد من التحديات والإختبارات الأخرى، مثل الإدراج العام لشركة أرامكو السعودية في أواخر عام 2019 ؛ وتفشي وباء كورونا وحرب الأسعار مع روسيا ؛ ثم دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة لقيادة خفض قياسي في إنتاج النفط العالمي.
ويشير التقرير إلى أن الكثيرين يعتبرون إن الأمير قد أثبت أنه أهل لهذه المهمة وهذه التحديات. ويقول بسام فتوح من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة : "لولا خبرته ، لكانت أي من هذه الأحداث ستطيح بأي وزير آخر للطاقة".
ورفض وزير الطاقة السعودي مؤخرا خطة وكالة الطاقة الدولية لخفض الاستثمار في قطاع النفط مشيرا إلى أن خارطة الطريق التي قدمتها الوكالة غير واقعية.
وشدد الامير عبد العزيز في ذات الوقت على أن المملكة العربية السعودية ليست منتجا فقط للنفط بل للطاقة، مشيرا إلى المشاريع والاستثمارات العملاقة التي أعلنتها الرياض في مجال الطاقة المتجددة.
وغالبًا ما يطغى مظهر الدبلوماسي اللطيف على الأمير عبد العزيز لكنه لا يتوانى عن كشف شخصيته القوية كلما تطلب الأمر ذلك.
ويقول أحد المندوبين المخضرمين في أوبك: "أنت لا تعرف أبدًا أي نوع من عبد العزيز ستحصل عليه.. هناك بعض الاجتماعات التي يكون فيها هادئ لكنه يظهره غضبه وقوته أحيانا أخرى بسبب سياسة إنتاج بلدان معينة."
ويقول المقربون منه إن سنوات العمل مع عدد من المسؤولين التكنوقراط مثل علي النعيمي وخالد الفالح منحته تجربة وفن التعامل مع كل الوضعيات ومواجهة كل التحديات.
ويظهر الأمير عبد العزيز في المؤتمرات الصحفية نفوذه ومكانته كرئيس فعلي لمنظمة أوبك. وفي العام الماضي حذر التجار الذين يتجرأون على المراهنة ضد سياسة النفط السعودية بخسارة مريرة.
وقال هذا الأسبوع إنه يريد أن تركيع "المضاربين" في سوق النفط "على ركبهم" وفق التقرير.