2015-10-10 

زعماء العالم ينددون بإبادة الأرمن وتركيا تشجب تصريحاتهم

وكالات

توشك ألمانية الإتحادية أكثر الدول الأوروبية يوجد بها جالية تركية أن تسبب أزمة مع تركيا بسبب أزمة الأرمن . وذلك بعد أن قرر البرلمان الألماني (بوندستاغ) بأغلبية ساحقة وصف مقتل نحو 1.5 مليون أرمني - وفق قول الأرمن- على أيدي القوات التركية إبان انهيار الامبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان، بأنها "إبادة جماعية". وفقًا لدويتش فيليه كما وصف الرئيس الألماني يوآخيم غاوك في خطاب أمام قداس التأبين مقتل الأرمن إبان انهيار الإمبراطورية العثمانية بـ "الإبادة الجماعية". وهو مارحبت به أرمينيا بوصف الرئيس الألماني يوآخيم غاوك الفظائع التي ارتكبت قبل مئة عام في حق الأرمن بـ"الإبادة الجماعية". كما أشادت صحف ألمانية بخطاب غاوك ، فترى صحيفة "أولدينبورغيشيه فولكستسايتونغ" أن الخطاب جاء صريحا وكتبت تقول: "لقد كان صحيحا ومهما أن غاوك تكلم بوضوح عن إبادة جماعية للأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية، وأي وصف آخر كان سيكون إنكارا للحقائق التاريخية. والديمقراطية والحقيقة مرتبطتان معا بشكل وثيق". وتساءلت صحيفة "مونشينَر ميركور" عما إذا كان "يجوز للعالم وصف مقتل 1.5 مليون شخص بالإبادة الجماعية"، وتابعت: "وهل يجوز ذلك لألمانيا أيضا، التي يعيش فيها ثلاثة ملايين تركي بإمكان الرئيس التركي الغاضب إردوغان حشدهم بضغطة زر واحدة؟ الرئيس الألماني غاوك وأعضاء الأحزاب السياسية في البرلمان الألماني باتوا لا يحتملون ذلك: فهم لا يجعلون أنفسهم عرضة للتخويف من قبل تهديدات أنقرة، على عكس حكومة ميركل الخَوّافة... أما الجمعيات التركية في ألمانيا التي تصر عادةً على المشاركة الاجتماعية فإن قيامها بإجراءات احتجاجية ضد قرار "الإبادة الجماعية" للبرلمان الألماني يُظهِر وبوضوح أن ولاء غالبية الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا ليس للمستشارة في برلين، وإنما للسلطان في أنقرة". الذي وصف فيه في حين اعتبرت صحف تركية أن الرئيس الألماني وصف الدولة العثمانية بـ "كلمات قبيحة". وعلى النقيض وصفة وسائل الإعلام التركية الخطاب بأنه يدعو للصدمة. ووجه الإعلام التركي لخطاب الرئيس الألماني انتقادات حادة لاذعة، مثلما فعلت صحيفة "حريات" التركية. كذلك اعتبرت صحيفة "يني شفق" الموالية للحكومة التركية أن الرئيس الألماني غاوك "قد تجاوز سلطاته في خطابه". أما مجلة "ستار" فعلقت بأن الرئيس الألماني "أوشك على وصف العثمانيين بـالإرهابيين." واتهمت صحيفة "الصباح" الموالية للحكومة التركية الرئيس الألماني غاوك بأنه وصف الدولة العثمانية بـ "كلمات قبيحة". ليتدارك وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حيث رفض استخدام مصطلح "إبادة" للتعبير عن المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن قبل قرن. وأشار شتاينماير إلى أن استخدام هذا المصطلح لن يسهل المصالحة بين الشعوب المعنية. واعتبر وزير الخارجية الديمقراطي الاشتراكي في مقابلة مع صحيفة دير شبيغل أن تعبير "إبادة" لوصف المجازر التي ارتكبتها قوات السلطنة العثمانية وأسفرت عن 1,5 مليون ضحية، يمكن أن يستخدم أيضا من قبل هؤلاء الذي يريدون تسخيف المحرقة اليهودية. من جهتها أدانت الخارجية التركية، في عدة بيانات صادرة عنها، أمس الجمعة، تصريحات وبيانات بعض الروؤساء التي أدلوا بها بشأن أحداث العام 1915، وأعلنوا خلالها تضامنهم مع المزاعم الأرمينية المتعلقة بالأحداث.وفقًا لوكالة أنباء الأناضول. وقالت الخارجية التركية "لا حظنا بكل أسف أن البيان الصادر عن الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) بشأن أحداث العام 1915، كان بعيدا كل البعد عن تقييم الجزء المؤلم من التاريخ المشترك للأتراك والأرمن، على أساس الذاكرة العادلة"، بحسب بيان صادر عنها. وأوضحت الخارجية التركية في بيانها أن "البيان كان في معزل عن حقيقة مفادها أن ما حدث في الحرب العالمية الأولى، يحمل حساسية كبيرة بالنسبة للشعب التركي، بنفس قدر حساسيته بالنسبة للأرمن، كما أنه عكس وجهة نظر أُحادية الجانب. ونحن بهذه المناسبة نعلن رفضنا لمفهوم العدالة الانتقائية والمنحازة". ووصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أحداث عام 1915، التي يزعم الأرمن أنهم تعرضوا خلالها لعملية "إبادة" على يد العثمانيين، بـ "الكارثة الكبرى"، حسب بيان للبيت الأبيض، أول أمس الخميس. وقال أوباما في البيان الصادر يوم الخميس "هذا العام نسجل الذكرى المئوية للكارثة الكبرى، وهي أول كارثة جماعية في القرن العشرين، فمع بدء عام 1915، تم طرد وذبح وترحيل الأرمن في الإمبراطورية العثمانية سيراً على الأقدام نحو موتهم". وفي سياق متصل قالت الخارجية التركية - في رد منها على الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" خلال مشاركته في مراسم إحياء أرمينيا للذكرى المئوية لأحداث العام 1915- "تركيا ترفض الموقف الفرنسي الظالم والمنحاز من أحداث 1915، وتدينه بشدة". كما أدانت وزارة الخارجية التركية؛ تصريحات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، بخصوص الأحداث ذاتها- حيث استخدم خلالها كلمة "إبادة عرقية" في إشارة إلى تلك الأحداث - مشيرة إلى أن "هذه التصريحات في حكم العدم بالنسبة لتركيا". وذكرت في بيانها "نحن نرفض بشدة وصف الرئيس الروسي لتلك الأحداث بكلمة (الإبادة العرقية)، وذلك على الرغم من تحذيراتنا ومناشداتنا المستمرة في هذا الشأن، نرفضها وندينها أيضا. ومثل هذه التصريحات التي تعد انتهاكا للقانون، في حكم العدم بالنسبة لنا". وتابع البيان: "وإذا ما وضعنا نصب أعيننا ما قامت به روسيا من ممارسات ضد الشعوب التركية والإسلامية، من خلال أساليب عقابية جماعية، تمثلت في المجازر والترحيلات والمجاعات، التي نفذتها على مدار 100 عام في القوقاز ووسط أسيا وأوروبا الشرقية، فإنه يتعين حينئذ عليها أن تعرف ما معنى (إبادة عرقية)، وبعدها القانوني". وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أرسل رسالة أمس الأول، إلى فعالية أقامها اللوبي الأرمني في موسكو، حيث استخدم بوتين كلمة "الإبادة الجماعية"، لتوصيف أحداث عام 1915. كما أصدر البرلمان ومجلس الدوما الروسي، اليوم الجمعة، بياناً مشتركاً يدعم المزاعم الأرمنية حول الأحداث ذاتها، وجاء في البيان: "بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، نتقاسم أحزان الشعب الأرمني الشقيق، والشعوب الاخرى التي تأثرت من الأحداث المأساوية إبان الحرب العالمية الأولى، وإن المشاكل التاريخية المعقدة، ينبغي حلها بالطرق السلمية والجهود الدبلوماسية من أجل سلام وأمن دائمين في العالم". وتقول تركيا إن ما حدث في تلك الفترة هو "تهجير احترازي" ضمن أراضي الدولة العثمانية بسبب عمالة بعض العصابات الأرمنية للجيش الروسي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه