تسائلت شبكة بي بي سي عن مستقبل المملكة العربية السعودية في ظل تولي عاهل جديد هو الملك سلمان في يناير الماضي، وتشير الشبكة عبر سؤالها إلى تعهد سلمان بالحفاظ على الأمن والاستقرار قائلا: "سنلتزم بالنهج الذي اتبعته هذه الدولة منذ تأسيسها". وتولى الملك سلمان البالغ من العمر 79 سنة منصبه في يناير الماضي عقب وفاة الملك عبد الله، وذلك بعد 5 عقود كان فيها أميرا للعاصمة السعودية مدينة الرياض والتي شهدت اتساعا وتطورا ملحوظا في عهده. وهو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ويعتبر أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، وكان مستشارا لملوك المملكة الستة الذين سبقوه. ونقلت عن الصحفي السعودي خالد المعينا رئيس تحرير "أراب نيوز" السعودية والناطقة بالإنجليزية، أن سلمان سيتبع نهج سلفه مستبعدا أن ينقلب سلمان على الإصلاحات المحدودة التي تبناها سلفه عبد الله. وأشار المعينا إلى منصب سلمان السابق وهو أمير مدينة الرياض حيث ترك أثره عليها حيث حولها من بلدة صحراوية إلى مدينة مترامية الأطراف، يقطنها سبعة ملايين نسمة وبها ناطحات سحاب، وسلاسل من مطاعم الوجبات السريعة، وذلك خلال خمسة عقود. ويضيف الماعيا أن سلمان، باعتباره أميرا لمنطقة الرياض، كان داعما لدور المرأة في الحياة العامة. قائلاً "يمكن أن يرى الشخص التغيرات، حيث أصبح إسهام المرأة أكثر وأكثر عمقا". وقال بروس ريدل وهو مدير مشروع المعلومات الاستخبارية بمعهد بروكينغز، أن سلمان يقدر علاقة بلاده بالولايات المتحدة، لكنه أيضا يفهم أن هناك قيودا، على ما يمكن أن تفعله مملكة محافظة مثل بلاده مع الولايات المتحدة، التي لديها قيم ونمط حياة مختلف تماما عن السعودية لكنه من غير المرجح أن تتغير. ولا يعتقد ريدل أن الملك الجديد سيفعل شيئا مختلفا جذريا، وأضاف: "زيارة الرئيس أوباما المبكرة إلى الرياض فور وفاة الملك عبد الله وضعت إطارا جيدا للعلاقات". يرى بروس ريدل أن تلك العلاقة بدأت في التدهور في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. "ولكن مدى استمرار الاتصالات بين الجانبين بشكل غير مباشر خلال السنوات القليلة التالية يظل محل شك كبير". ويضيف: "والأكثر أهمية من ذلك هو أن السعودية اليوم واحد من أهم حلفائنا في الحرب الاستخبارية، الحرب الخفية ضد القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية". وفيما يخص ملف حقوق الإنسان في المملكة يقول ريدل "في الأروقة الحكومية في كل من لندن وواشنطن، اعتقد أنهم لا يزالون يعتبرون أنه من المثير للمشاكل طرح هذه القضية خلال لقاءات القمة بين رؤساء الدول. لكن سيتم طرحها خلال اجتماعات المسؤولين الأقل مستوى، وهو ما يحدث بالفعل. ومع مرور الوقت تتجه هذه القضية لأن تصبح مثار خلاف في هذه العلاقات".