وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عن طريق مبعوثه الخاص وزير العدل الطيب لوح، والتي سلمها لولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية أن الغرض من الرسالة والزيارة هو إقناع المملكة بتبنى مقترح الجزائر بخفض اعضاء منظمة الأوبيك لإنتاجها من البترول لمواجهة الانخفاض الشديد في الأسعار. وتعد الجزائر هي تاسع دولة في منظمة الاوبيك بحسب عائدات النفط، لكنها في نفس الوقت تواجه تحديات مركبة تتمثل في ارتفاع الاستهلاك الداخلي الذي بلغ 29 مليار متر مكعب في ظل الحاجة إلى الاستمرار في التصدير أمام ضغوط تراجع الإنتاج الوطني منذ 2007. ويقول محللون أن الجزائر لا يمكنها تجديد احتياطاتها - التي لا تعرفها على التحديد - من النفط والغاز بالمصادر التقليدية لوحدها. كما أن اللجوء إلى الطاقات المتجددة أو الطاقة النووية مكلف جدا. وكشف آخر تقرير صادر عن منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك”، عن تراجع معدل سعر البترول الجزائري بـ15.02 في المائة ما بين ديسمبر 2014 ويناير2015، حيث قدّر بـ 62.53 دولارا للبرميل في ديسمبر 2014، لينخفض إلى 47.91 دولارا للبرميل في يناير الماضي بنسبة نمو سلبية قدّرت بـ15.02 في المائة. ويعكس المعدل الشهري المسجل للبترول الجزائري الانخفاض الحاد للأسعار التي تأثرت حسب منظمة الدول المصدّرة للنفط بفائض العرض وانكماش الطلب. وتوقع خبراء جزائريون مطلع العام الجاري لجوء حكومة بلادهم إلى سياسة التقشف بإعادة ترشيد النفقات، لاستمرار تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، واعتماد الجزائر بقدر 95% في تمويل موازنتها السنوية على العائدات النفطية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية - في وقت سابق - عن مسؤول كبير في وزارة الطاقة الجزائرية أن الجزائر اتفقت مع الإمارات خلال زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان للجزائر الخميس الماضي على إقناع الدول الأعضاء لمنظمة أوبك بخفض الإنتاج بمتوسط يومي يصل إلى 1.5 مليون برميل، لوقف انهيار الأسعار في الأسواق العالمية. في الوقت ذاته رفضت السعودية أكبر منتج للنفط داخل منظمة البترول (9.7 مليون برميل يوميا) خفض حصتها من الإنتاج قناعة منها بأن توافر النفط الصخري والرملي من أمريكا في الأسواق العالمية سيتراجع مع انخفاض سعر برميل النفط، إضافة إلى أن السعودية لا تريد التنازل عن حصتها من الإنتاج لصالح غيرها من المنتجين خارج وداخل "أوبك".