الجميع يلاحظ أن الإعلام المأجور ضد المملكة من قنوات فضائية وصحف تعمل بكل قوة حالياً من أجل تغطية شكل الهزيمة التي تلقاها خصومنا في اليمن الشقيق، لذلك أتمنى من إعلامنا السعودي والعربي التعامل مع ذلك الإعلام بكثير من الترفّع.. في مقالي الأخير - يوم أمس - تعرضت للمقال المزور عني، وتحدثت عن الكذب في ذلك الإعلام المأجور.. علينا تجاهل الرد على ذلك الإعلام مع مراقبته بدقة.. كان ونستون تشرشل يرى هتلر رجلاً أحمق وممثلاً بارعاً للغة الخطابية لا أكثر، وفي الجهة الأخرى كان يرى وزير إعلام هتلر هو أخطر الأسلحة النازية.. تعامل تشرشل معهم بالترفّع عن الرد والمراقبة الدقيقة لنوع خطابهم الذي يحمل المكابرة عند الهزائم والوعود الكاذبة للأقليات والشعوب المستعمرة.. فعلاً نجح إعلام هتلر في خلق شعبية لا بأس بها لدى الشعوب المستعمرة، ورغم ذلك اصطدم الألمان بالبرود البريطاني الذي استنفد أعصاب الإعلام الألماني لدرجة أن الخطابات الهتلرية أصبحت هستيرية وتصب بشكل ضد تشرشل الذي تصفه بالكسل والسمنة وأنه مدخن شره، والكثير من الأمور الشخصية التي لم تكن تخدم الأهداف الألمانية.. والسبب تماسك المجتمع البريطاني خلف تشرشل والصمود التاريخي الذي أذهل العالم.. ما سبق ليس إلا نموذجاً لما حدث بين دولتين في مستوى قديم ومعروف من القوة الذاتية، إضافة إلى ذلك ظروف وجود حرب عالمية آنذاك.. هنا العقلانية هي التي وفّرت الانتصار وليس ادعاء وجود القوة، حيث وجد العالم أن تشرشل هو من أصبح في واقع انتصار.. نموذج قديم، لكن ما يمر بعالمنا العربي هو بعيد عن مستوى القدرات والمفاهيم التي كانت توجه الخصومات في عصر تشرشل، حيث نلاحظ وبوضوح أن واقع الخصومات هزيل جداً.. حيث يبذل.. في أكثر من مواقع.. محاولات إضعاف طرف آخر قوي، لكن ما يحدث لا يأتي بوضوح انتصار، وإنما يأتي بتواصل مهمة إضعاف العالم العربي حتى يتحول الكل إلى دويلات.. دولتنا.. بعيدة تماماً في وعيها وقدراتها عن أي انزلاق نحو التردّي.. المملكة العربية السعودية نعرف أنها حالياً في واقع الأولوية العربية ولن تتعامل مع مثل تلك الأوضاع الهزيلة، والتي يتجه مكسب انتصارها إلى طرف غير عربي.. نحن لنا واقع القوة ولنا واقع قدرات الوعي.. نقلاً عن صحيفة "الرياض"