بعد فوز الرئيس السوداني عمر البشير بولاية جديدة في الإنتخابات الرئاسية بنسبة 94 % ، أعاد للأذهان انتخابات واستفتأت كان يُسخر منها لوقت قريب . وعلى الرغم من أن فوز البشير كان متوقعًا إلا أن نتيجة الإنتخابات التي لم يشارك بها أحد ، وهو مايطرح تساؤلات عن مصير السودان ، فهل يشهد السودان ربيعًا عربيًا ، أم يسقط في دوامة الفوضى والإرهاب التي سقطت فيه كل من ليبيا وسوريا واليمن، أم هو ميلاد لديكتاتورية جديدة تلحق بالجزائر ومصر . فمع مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية للانتخابات في البلاد ، أعلنت لجنت مفوضية الأنتخابات بالسودان فوز البشير بنسبة 94% ، فيما لم يفز أكثر منافسيه البالغ عددهم 15 مستقل غير معروفين سياسيًا- فضل السيد شعيب - إلا بنسبة 1.43 في المئة من أصوات الناخبين. وقال رئيس المفوضية مختار الأصم في مؤتمر صحفي في الخرطوم إن البشير حصل على أكثر من خمسة ملايين صوت، من بين خمسة ملايين ونصف المليون من الأصوات الصحيحة. وأشار الأصم إلى أن نسبة مشاركة الناخبين بلغت 46 في المئة، من بين أكثر من 13 مليون سوداني يحق لهم التصويت. وقد قوبلت الانتخابات المثيرة للجدل بانتقاد دولي، وقالت بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج الأسبوع الماضي إن السودان "فشل في إيجاد أجواء حرة ونزيهة تفضي إلى إجراء الانتخابات". وحذر الاتحاد الأوروبي من أن الانتخابات "لا يمكن أن تسفر عن نتائج ذات مصداقية لها صفة الشرعية في جميع أنحاء البلاد". واصدرت المعارضة بيانا الاحد قالت فيه انها لن تعترف بنتائج هذه الانتخابات داعية السودانيين الى العمل للاطاحة بحكم البشير. كما تخوض الحركة الشعبية لتحرير السودان-فرع الشمال صراعا مسلحا ضد حكومة الخرطوم في ولايتي كردوفان والنيل الازرق بعد تهديدها أنه إذا شارك البشير في الأنتخابات فستحمل السلاح. ويحكم البشير السودان منذ الاطاحة بالحكومة المنتخبة عام 1989 في انقلاب عسكري بالتعاون مع الاسلاميين، وأعيد انتخابه في انتخابات 2010، التي قاطعتها المعارضة، وانتقدت بأنها لم تجر طبق المستويات الدولية. و يحكم البشير البلاد منذ أكثر من 25 عاما،ويواجه تهما من محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور. كما انفصل جنوب السودان عام 2011 بعد سنوات من حرب دامية بين الشمال والجنوب حيث تتركز معظم الثروة النفطية التي كانت مصدرا اساسيا للعملة الصعبة في البلاد. واسفرت الحرب في اقليم دارفور منذ عام 2003 عن مقتل مئات الالاف وتشريد اكثر من مليون شخص ولا يزال الاقليم مضطربا رغم نشر قوات حفظ سلام اممية فيه. وهذه هي ثاني انتخابات تعددية تجري في البلاد منذ وصول البشير الى الحكم. وقال البشير قبل البدء بالتصويت انه الوحيد القادر على ضمان استقرار البلاد وتجنيب البلاد الاضطرابات التي تجتاح المنطقة "متهما الغرب بدعم الطموحات الديمقراطية على حساب استقرار المنطقة". ويرى محللون لدويتش فيليه أنه من المحتمل أن البشير (71 عاما) سيشدد قبضته على السلطة بيد من حديد . وشهدت الانتخابات التي بدأت في 13 ابريل واستمرت أربعة أيام حتى 16 من الشهر الجاري مشاركة ضعيفة، الأمر الذي أكدته بعثة مراقبي الاتحاد الإفريقي اذ تحدثت عن "مشاركة ضعيفة بشكل عام في كافة أنحاء البلاد".