عناوين "جريئة" تسقط المحظورات في معرض الرياض الدولي للكتاب

أكدت وكالة فرانس بريس في تقرير ترجمته الرياض بوست أن معرض الرياض الدولي للكتاب شهد هذا العام إنفتاحا كبيرا في المواضيع التي تطرحها المؤلفات المعروضة.

وبات لدى الطبيب الأردني محمود القدومي حرية أكبر في اختيار كتب "جريئة" خلال تسوقه بمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي شهد انفتاحا غير مسبوق وتراجعا في الرقابة يتزامن مع حملة الإصلاحات الاجتماعية والدينية التي تنتهجها السعودية.

وضمت الرفوف كتبا عن العلمانية والصوفية والمسيحية وروايات سياسية وأخرى عن السحر وغيرها من الموضوعات التي كانت محظورة لعقود في المملكة المحافظة. ونظمت السعودية معرضها السنوي للكتاب على مدار عشرة أيام هذا الشهر وشهد مشاركة نحو 1000 ناشر من 30 دولة بحسب منظمي المعرض. وقال القدومي الذي يعيش في الرياض منذ 10 سنوات لوكالة فرانس برس إنّ "المعرض يشهد تغييرا جذريا وجرأة وحرية أكبر للاختيار".

وأعرب القدومي عن "دهشته"، وقال "هناك كتب وروايات متوفرة عن الصوفية وهو أمر مخالف لما كان سائدا لعقود طويلة". وتابع وهو يدفع عربة تبضع تحمل عدة كتب "من المفيد أن أجد أراءً فكرية مختلفة عني تفتح الآفاق للإطلاع على معارف جديدة"، مشيرا إلى شرائه كتابا يروي قصة الخلق من وجهة نظر علمية وليست دينية. ويشير التقرير إلى أن هذه التغييرات هي جزء من رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي تهدف لإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية ودينية جذرية في المملكة.

وتم رفع الحظر عن قيادة النساء السيارة وتنظيم الحفلات الغنائية، ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء. وقُلصت صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

انفتاح ثقافي 

 أكد وزير الإعلام السعودي المكلّف ماجد القصبي إنّ "المملكة تعيش تحولا غير مسبوق والكتاب بلا شك في قلب هذا التحول ... الانفتاح وصل إلى الثقافة والكتاب". وأضاف "لم يعد من الممكن حجب الكتب في زمن الكتب الالكترونية" التي أوضح أن القراء يتناقلونها عبر الهواتف المحمولة.

وبحسب عضو لجنة كتّاب الرأي السعودية الدكتور  سعود كاتب، فإنّ "سقف الحرية مختلف تماما" في دورة معرض الكتاب هذا العام مقارنة بالنسخ السابقة وآخرها في 2019. وقال مدير دار الحلم المصري الناشر إسلام فتحي الذي يشارك سنويا في معرض الرياض "هذا العام أحضرنا كتبا لم نكن نفكر حتى في طرحها في السعودية". وأوضح أنّ على رأسها "روايات الأدب الروسي التي كانت ممنوعة، فيما بدت وراءه روايات ديستوفسكي وتولستوي على الرفوف البيضاء.