مع اقتراب نهاية كل عام ينقسم العالم إلى فئات.. فئة الجلادين الذين لا ينفكون عن جلد ذواتهم بسبب أمور لم تكن يوماً تحت سيطرتهم، وفئة النادبين الذين يستلذون بندب حظوظهم العاثرة وفشلهم الذي جاء نتيجة تسويفهم وتكاسلهم، وفئة اللامبالين الذين قد لا يدركون في الأساس أن ورقة على وشك السقوط من شجرة أعمارهم دون عودة وربما تكون الأخيرة!
أما فئة الحكماء فيستمتعون بالنظر إلى الخلف واستشعار الجمال فيما عاشوه والتغيير الذي عاصروه وهم يتأملون النسخة الجديدة من ذواتهم، وينفضون بقايا الآلام عن أرواحهم ويفلترون الأشخاص لاستبعاد كل من أثر سلباً على حياتهم. في المقابل تستعد فئة المثابرين الطموحين لجولة جديدة من النجاحات تبدأ بتقييم موضوعي ودقيق لما مضى لكشف مواطن الضعف والقوة وشحذ الهمة للسنة القادمة بأسلحة جديدة وخطة أكثر إحكاماً!
لكن وبالرغم من تعدد الفئات واختلاف أنماط تفكيرها وطرق استجابتها لتجارب الحياة بكل ما تتضمنه من حزن ومرض وفرح وانكسار وفقد، إلا أن الكينونة الإنسانية بغرائزها البديهية تجمعهم تحت سقف واحد، فتبقى الأمنية التي يتفق عليها الأغلب..
بقاء الروح في الجسد لوقت أطول.
سنة سعيدة.. وكل عام وأنتم بخير