بدأت المشكلة السورية عندما تعامل النظام السوري بشدة غير مبررة مع اطفال دير الزور حيث عذبهم وقتلهم وطعن في شرف عائلاتهم، ولو تعامل بشكل افضل مع الحدث لما حدث ما حدث، فلم تكن هناك بالشام مطالب بالتنحي أو التغيير، بل مطالب اصلاحية فقط كان بإمكان الرئيس السوري ان يتجاوب معها دون ان يخسر شعبه او يتسبب بقلاقل في بلده. **** وتلا ذلك قيام النظام بالسماح بتصوير متعمد - توقف لاحقا بعد ان ادى غرضه - لجنده وشبيحته وهم يقومون بعمليات تعذيب مهينة لمن يتم القبض عليه ويتم اجبارهم على تأليه الرئيس بشار والاقرار بربوبيته وكأن المطلوب استفزاز مشاعر الشعب السوري الدينية كي يثور وهو ما يعكس إما اخطاء جسيمة من قبل قوى النظام ومنظريه أو ان هناك قناعة لدى القيادة بحكم الجزء السوري الموالي له ومن ثم التخلص من باديتها ومدن شمالها التي لا تنتمي تاريخيا للنظام عبر دفعها للثورة! **** ولا يمكن تبرئة النظام السوري من تكوين ودعم تنظيم داعش خاصة بعد تكشف تحالف داعش مع البعث العراقي العلماني وداعش مع نظام القذافي والحوثيين مع نظام صالح، فكل اعمال داعش ومنذ يومها الاول كانت تصب لصالح إضعاف المعارضة العاقلة كحال الائتلاف الوطني وجيشه الحر، وتنفير مكونات الشعب السوري ودفعها للاصطفاف مع النظام، اضافة الى اضعاف الدعم الدولي الذي لا يمكن ان يقبل بأن يعمل لايصال قطّاع الرقاب للحكم في دمشق. **** ان وصول قوات داعش او النصرة للحكم في دمشق يعني التجزئة الفورية لسورية فلن يقبل اتباع الاديان والطوائف والاعراق الاخرى بحكم هؤلاء المتطرفين ولن يستبدل اهل الجولان على سبيل المثال واغلبهم من الطائفة الدرزية الكريمة حكم اسرائيل الذي يسمح لهم بممارسة عقائدهم بحرية تامة بحكم متطرف يقوم بقطع رؤوسهم فيما لو مارسوا معتقدهم، لذا سنشهد مع سقوط دمشق قيام دول علوية ودرزية وكردية وغيرهم من ملل ونحل احالهم متطرفونا من نعم تدل على تسامحنا الى نقم ومشاكل. **** ان الحل الوحيد للمسألة السورية هو عبر حصر العمل السياسي والعسكري للمعارضة بالائتلاف الوطني والجيش الحر وخلق دستور علماني وليبرالي للدولة السورية الجديدة يجعلها على مسافة واحدة من الجميع وبدء مفاوضات عاقلة لا تشمل شروطا مسبقة، وتتضمن خروجا آمنا للرئيس بشار وعفوا عاما عن الجميع، مع التعلم من التجربة اليمنية حيث يجب منع النظام مستقبلا من ممارسة العمل السياسي او العسكري على ان تبدأ عملية اعمار سورية مع توقف الحرب ودون ذلك ستبقى الحرب الاهلية السورية مشتعلة للعشرين عاما المقبلة.. على الاقل! **** اخر محطة: 1- هناك من «الدعاة» من يعيد في المسألة السورية تماما ما قام به في المسألة الافغانية من تأجيج وتحريض وحديث عن كرامات كاذبة بقصد ارسال الشباب المسلم للتهلكة وبقائه هو واهله آمنين في بيوتهم! 2- كيف يمكن فهم قيام شخصيات خليجية كانت تنكر علاقاتها بتنظيم القاعدة بنصرة تنظيم النصرة في الشام التابع لتنظيم القاعدة بقيادة ايمن الظواهري؟! وكيف يمكن فهم ضياع بوصلة بعض القيادات اللبنانية التي حازت بالسابق نصرة جميع العرب والمسلمين بسبب حربها مع اسرائيل، وقيامها بإرسال شبابها للموت في سورية بدلا من التوسط لإصلاح الوضع هناك؟! *نقلاً عن صحيفة "الأنباء"