قال العميد أحمد عسيري، مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، في اتصال هاتفي مع CNN، ردا على سؤال حول ما أثارته منظمة العفو الدولية عن استخدام السعودية لقنابل عنقودية من نوع CBU-105 في اليمن، إن بلاده تستعمل بالفعل تلك القنابل، ولكنه أكد أنها تستهدف الآليات العسكرية وليس المدن والمناطق السكنية. وتابع عسيري متسائلا: "هي ليست غير قانونية. وإذا كانت تلك القنابل غير قانونية فلماذا قد تبيعها الولايات المتحدة؟" وشكك عسيري في مصادر المعلومات الخاصة بمنظمة هيومن رايتس ووتش، مؤكدا أن المنظمة تحصل على معلوماتها من الحوثيين. وتابع عسيري بالقول: "تقرير هيومن رايتس ووتش نفسه يعرف القنابل من نوع CBU-105 بأنها قنابل مضادة للآليات، ونحن نتفق مع هذا التعريف ولم نستخدمها ضد الأفراد لأننا لا ننفذ عمليات في المدن وبالتالي فإن التقرير وما ذكره من مزاعم لا يقوم على أساس سليم." وأضاف الناطق العسكري السعودي: "هيومن رايتس ووتش لم تتصل بنا ولم نرفض نحن من جانبنا الرد عليهم، وعلى التقارير أن تشير إلى كافة الآراء وأن يحصل الطرف الآخر على فرصة لنفي المزاعم الواردة.. إذا أرادت المنظمة الاتصال بنا فنحن نرحب بذلك، هي منظمة محترمة جدا ونحترم جهودها ولكننا نريد منها أن تكون أكثر حيادية." وتدور اشتباكات وصفتها شبكة بي بي سي البريطانية بالضارية في محيط مطار مدينة عدن جنوبي اليمن بين المتمردين الحوثيين والمسلحين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي وسط تضارب الأنباء بشأن إنزال بري لقوات تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية. ونفى التحالف العربي الاحد قيامه باي عملية برية واسعة في عدن بجنوب اليمن دعما للقوات المناهضة للمتمردين الشيعة الحوثيين، وذلك ردا على انباء حول انزال جنود من هذا التحالف في عدن. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم هذا التحالف العميد الركن احمد عسيري تصريحاته لقناة الاخبارية السعودية "استطيع أن اؤكد أنه لم يحصل أي إنزال الاحد (لقوات التحالف) في عدن". إلا أنه أضاف أنه "لا يستطيع التعليق على عمليات جارية" وأن قوات التحالف "تبقي كل الخيارات مفتوحة لدعم المقاومة والحصول على النتائج المرجوة على الارض". في هذه الأثناء، أعلنت الرئاسة المصرية أن مجلس الدفاع الوطني وافق على استمرار المشاركة في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وأشار بيان الرئاسة إلى أنه تم تمديد نشر قوات مصرية في منطقتي الخليج العربي وباب المندب، لمدة ثلاثة أشهر أو حتى انتهاء العمليات القتالية أيهما أقرب. وبحسب وكالة رويترز التي اعتبرت أن مصر التي تمتلك واحدا من أكبر الجيوش في المنطقة هي حليف وثيق للسعودية وقالت انها تشارك في التحالف الذي تقوده الرياض ويستهدف بضربات جوية في اليمن المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران. وكانت تقارير أشارت في وقت سابق الأحد أن القوات التي أنزلت في عدن "قوات استطلاعية". إذ قال سكان محليون في محافظة عدن جنوبي اليمن إن حوالي 30 جنديا من قوات التحالف العربي تم إنزالها بحريا مساء أول أمس السبت في المحافظة، في أول وصول لقوة عربية إلى اليمن. وأوضح السكان لمراسل "الاناضول" أن الجنود نزلوا على ساحل منطقة الخيسة التابعة لمديرية البريقة بالمحافظة عبر قوارب مطاطية، ثم اتجهوا إلى مركز المدينة، دون مزيد من التفاصيل. وصرح مسؤول عسكري يمني بأن 20 جنديا سعوديا أنزلوا الأحد في مدينة عدن في مهمة "استطلاعية" وسط اشتداد هجمات الحوثيين على المدينة. ولا يعرف هدف هذا الانزال، الذي نفته السعودية، ولكن مسؤولين عسكريين وأمنيين سبق أن أكدوا أن عملية برية ستلي الغارات الجوية بعد إضعاف قدرة المتمردين الحوثيين وحلفائهم. وذكرت اسوشيتدبرس نقلا عن مسؤولين عسكريين يمنيين وشهود في عدن قولهم إن قوة من التحالف أنزلت وسط عدن في حي المنصورة وقرب المطار، بواسطة طائرات عمودية. وأضاف شهود العيان أن "القوة الصغيرة استقلت على الأقل 4 عربات وكان بصحبتهم يمنيون يخدمون في جيوش دول خليجية". ويقاتل المسلحون الحوثيون وقوات الجيش المتحالفة معهم القوات الموالية للرئيس هادي والمسلحين القبليين المتحالفين معه منذ أسابيع بهدف السيطرة على ميناء مدينة عدن الاستراتيجي. وكان هادي فر إلى السعودية في مارس، بعد أسابيع من تركه العاصمة صنعاء، التي سيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في سبتمبر. وقال المتحدث الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في اليمن محمد الأسعدي إن المنظمة "تواجه صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين والمدنيين المتضررين من الحرب، وتعمل في ظروف صعبة وحرجة للغاية". وعبر المسؤول الإعلامي في منظمة اليونيسيف في حديث أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ونشرته اليوم الاثنين عن قلقه من تزايد حالات النزوح الداخلي وتردي الأوضاع المعيشية وتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن. وقال الأسعدي :"نشعر بقلق بالغ مع تزايد أعداد النازحين الذين تجاوزوا 200 ألف شخص نزحوا من مناطق الصراع إلى قرى وأحياء ومدن مختلفة ، بحثا عن الأمن"، منوها بأن "هذا النزوح يشكل عبئا كبيرا على المجتمعات والأسر المضيفة". وأردف الأسعدي أن"هناك ما يزيد عن نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية تتمثل بالعلاج أو المياه أو الغذاء أو الحماية أو جميعها". وأضاف قائلا أن"الوضع الإنساني في اليمن عموما صعب للغاية ويتدهور، دون مبالغة، على رأس الساعة مع استمرار الاقتتال في عدد من المدن وفي وسط الأحياء السكنية والقصف الجوي، بالتزامن مع أزمة خانقة في المشتقات النفطية وانقطاع متواصل للتيار الكهربائي". (الرياض بوست، بي بي سي، رويترز، الفرنسية، اسشيوتيدبرس، الأناضول، الشرق الأوسط، دويتش فيله)