نجح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاربعاء، في اللحظة الاخيرة، في تشكيل ائتلاف حكومي هش يتساءل المعلقون منذ الآن كم من الوقت سيصمد. وقبل وقت قصير جدا من انتهاء المهلة المحددة له لتشكيل ائتلاف يتمتع بالاكثرية في الكنيست، ابرم نتانياهو اتفاقا مع حزب البيت اليهودي القومي الديني ليؤمن بذلك زعيم حزب الليكود اليميني تأييد 61 نائبا من اصل 120 اي النصف زائد واحد وهي اغلبية الحد الادنى المطلوبة لتولي السلطة. وبدون اتفاق اللحظة الاخير مع حزب البيت اليهودي الذي باع دعمه بثمن غال، كان نتانياهو سيتعرض لانتكاسة كبرى اذ كان سيتعين على رئيس الدولة تكليف شخصية اخرى، هي على الارجح زعيم المعارضة العمالية اسحق يرتزوغ، لمحاولة تشكيل حكومة. وتمكن نتنياهو من الحصول على دعم حزب البيت اليهودي، وذلك بعد أن توصل الثلاثاء إلى اتفاق مع ثلاثة أحزاب أخرى هي كولانو من الوسط، وحزبين دينيين متشددين هما التوارة الموحدة وشاس. وكانت أول مرة يتولى فيها نتنياهو رئاسة الوزراء عام 1996، وهو الآن يستهل ولايته الرابعة. ويقول مراسل بي بي سي في القدس، كيفن كونولي، إن حكومات إسرائيل منذ 67 عاما من الوجود، كانت كلها ائتلافية. فلم يحدث أن فاز أي حزب بالأغلبية المطلقة، ولكن الاتفاق نادرا ما كان يتم في اللحظة الأخيرة. وطالب زعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينات، وزارة العدل مقابل دعم نوابه لحكومة نتنياهو. ويعترض الحزب على إقامة دولة فلسطينية، ويحظى بدعم المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، ودعا إلى ضم أجزاء من الأراضي المحتلة. ويرى مراسلون أن دعم البيت اليهودي لتوسيع المستوطنات، قد يعمق هوة الخلاف بين إسرائيل وحلفائها في واشنطن وأوروبا. ولكن الائتلاف الذي نجح نتانياهو في بنائه هو من الهشاشة بمكان بحيث ان المعلقين يتساءلون منذ الآن عن مدى قدرته على الصمود، حتى ان بعضهم رجح انهياره قبل نهاية العام. وكتبت صحيفة معاريف في معرض انتقادها للائتلاف الوليد ان نتانياهو "جنرال بدون جنود"، مضيفة ان التنازلات التي قدمها نتانياهو لتشكيل ائتلاف ستفضي الى "حكومة لا يتمناها حتى لاعدائه". وكان ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، قد انسحب من المحادثات الاثنين، قائلا، إن الائتلاف ليس "قوميا" بدرجة كافية. من جانبه حذر زعيم حزب العمل الإسرائيلي اسحق هرتسوغ من أن الحكومة الائتلافية اليمينية الضيقة التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن تستمر طويلا. وكتب هرتسوغ على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إنها حكومة لا تتمتع بالمسؤولية أو الاستقرار أو القدرة على الحكم. حكومة فشل وطني. حكومة ابتزاز ضيقة وضعيفة، ليس بإمكانها تحقيق أي شيء وسيتم تغييرها قريبا بحكومة بديلة تمنح الأمل وتتحمل المسؤولية." وقال نتنانياهو في الكنيست بعد مفاوضات ماراثونية اجراها مع رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت لتشكيل الائتلاف "انا مغادر للاتصال برئيس الدولة ورئيس الكنيست لابلغهما بانني نجحت في تشكيل حكومة". من جهتها اعلنت الرئاسة الاسرائيلية في بيان ان نتانياهو ارسل الى الرئيس رؤوفين ريفلين رسالة خطية يؤكد له فيها نجاحه في تشكيل الائتلاف، مشيرة الى ان رئيس الوزراء المكلف اتصل بعد ذلك هاتفيا بالرئيس. ونقل بيان الرئاسة عن نتانياهو قوله لروفلين "يشرفني ان ابلغكم انني نجحت في تشكيل حكومة ساطلب مثولها امام الكنيست لنيل الثقة في اسرع وقت ممكن". وكان رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت اول من اعلن عن نجاح المفاوضات مع نتانياهو، وذلك في تغريدة قال فيها "انتهت المفاوضات (..) الان نبدا العمل". (رويترز، بي بي سي، الفرنسية، دويتش فيله)