يحدد الناخبون البريطانيون يوم الخميس من يريدون أن يحكم خامس اكبر اقتصاد في العالم في انتخابات متقاربة قد يتمخض عنها حكومة ضعيفة ويدفع المملكة المتحدة نحو اجراء تصويت على عضوية الاتحاد الأوروبي ويثير رغبة الاسكتلنديين في الانفصال. ويسير حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وحزب العمال المعارض بزعامة اد ميليباند كتفا بكتف في استطلاعات الرأي منذ أشهر مما يشير إلى انه لن يتمكن أي منهما من الفوز بما يكفي من المقاعد للحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا. يُشار إلى أن نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2010 بلغت 65 في المئة. وشكلت في بريطانيا عقب انتخابات 2010 أول حكومة ائتلافية منذ الحرب العالمية الثانية، إذ لم ينجح أي من الأحزاب المتنافسة في الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان. وعادة ما يشكل الحزب السياسي الذي يحصل على أغلبية المقاعد مجلس العموم الحكومة، ويصبح زعيمه رئيس الوزراء الجديد. وفي حال عدم حصول أي حزب على أغلبية المقاعد، وهو ما يطلق عليه وصف "البرلمان المعلق"، يشكل الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد حكومة أقلية، أو قد تشكل حكومة ائتلاف من حزبين أو أكثر. واذا لم يفز اي حزب بأغلبية مطلقة فسوف تبدأ محادثات يوم الجمعة مع الأحزاب الأصغر في سباق لابرام صفقات. وقد يؤدي ذلك إلى تحالف رسمي مثل التحالف الذي قاده كاميرون على مدى السنوات الخمس الماضية مع حزب الديمقراطيين الاحرار المنتمي لتيار الوسط أو قد يفضي إلى حكومة اقلية هشة تقدم تنازلات لضمان الحصول على تأييد الاصوات الرئيسية. وتبلغ أعداد الناخبين المسجلين نحو 50 مليونا، وأدلى بعضهم بالفعل بأصواتهم من خلال التصويت بالبريد. وبوسع المواطنين البريطانيين ورعايا الكومنولث وجمهورية ايرلندا المقيمين في بريطانيا ممن بلغوا ال18 والمدرجة اسماؤهم على اللوائح الانتخابية ان يدلوا باصواتهم. وحدهم اللوردات والسجناء لا يمكنهم التصويت كما ان الملكة اليزابيث الثانية لا تستخدم حقها في التصويت لان عليها التزام الحيادية. وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، ومن المنتظر الإعلان عن النتائج النهائية ظهر الجمعة. ومن المتوقع صدور النتائج الاولى قرابة منتصف الليل خصوصا في اسكتلندا ولندن. بينما سيؤدي اجراء انتخابات محلية موازية في سائر البلاد الى ابطاء عملية فرز الاصوات وربما سيكون من الضروري الانتظار حتى بعد ظهر الجمعة لصدور النتائج النهائية على الصعيد الوطني. (رويترز، بي بي سي، الفرنسية)