2015-10-10 

وفاة قائد آخر انقلاب تركي

من القاهرة، مختار أبو مسلم

لم يبد "كنعان أفرَين" ندما على ما فعله حتى على فراش موته. في الأكاديمية الطبية العسكرية التي كان يعالج فيها بالعاصمة أنقرة. ويعتقد الجنرال إفرين، الذي توفي مساء أمس السبت، عن عمر يناهز 98 عاما، أنه أنقذ البلاد من الانحدار إلى الفوضى بعد القتال بين المتطرفين السياسيين. القصة تبدأ مع الجنرال إفرين الذي بدأ حياته المهنية كضابط بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية. تقلد العديد من الوظائف والمناصب داخل القوات المسلحة التركية كضابط للمدفعية والأركان، حيث تولى قيادة الجيش والقوات البرية، وعُين بعدها لرئاسة الأركان العامة وذلك في 7 مارس 1978. وفي 12 سبتمبر 1980 قاد الجنرال التركي انقلابا عسكريا أطاح بالحكومة المدنية حينها. قد أعتقل اثناء أحداث الانقلاب نحو 600 ألف شخص وأعدم 50 شخصا شنقا. كما حظر كل الأحزاب السياسية في البلاد، مع استهداف مكثف للناشطين اليساريين. كان في السنوات التي سبقت انقلاب 1980 ، انتشر عنف سياسي بشكل واسع في الشوارع بين ناشطي اليمين المتطرف واليسار المتطرف، وقال الجيش في حينها إن الحكومة غير قادرة على السيطرة عليه. وبعد الانقلاب العسكري حُل البرلمان وجمع الرئيس الراحل إلى جانب مناصبه السابقة، رئاسة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الجمهورية التركية. وأشرف المجلس على كتابة دستور جديد، أجيز عبر استفتاء وبات إفرين رئيسا للبلاد في دورة رئاسية امتدت لسبع سنوات. وظل أفرين في منصب رئيس البلاد يحكمها بيد من حديد لمدة تسع سنوات حتى عام 1989. وفي عهده صدرت أحكام بحق حوالي 250 ألف شخص وأعدم حوالي 50 شخصا وقضى العشرات في السجون تحت التعذيب وهاجر عشرات آلاف الأتراك. وقال إفرين في خطاب له عام 1984 دافع فيه عن قراره بإعدام معارضين سياسيين "هل نطعمهم في السجن لسنوات بدلا من شنقهم". وانسحب الرئيس السابع من الحياة السياسية سنة 1989 وتفرغ ل"الرسم" في منزله بمرماريس. وقد احبطت محاولتان لاغتيال الجنرال إفرين بعد تقاعده. وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة إليه بالقتل والتعذيب بدا أن الرئيس السابق لن يواجه المحاكمة أبدا بسبب الحصانة الممنوحة له. لكن اسقط النص الدستوري الذي كان يضمن لإفرين الحصانة من المحاكمة عبر استفتاء في عام 2010 ، وجاء ذلك جزءا من محاولات رئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان لتحجيم سلطة الجيش. وفي عام 2014 أدانت محكمة تركية إفرين بارتكاب جرائم ضد الدولة لتحضيره لتدخل الجيش وقيادته الانقلاب العسكري. وقال الجنرال المتقاعد في 2013 خلال جلسة قضائية إنه مستعد لتكرار الانقلاب إذا تطلب الأمر، مضيفا وهو على سريره في المستشفى "لست نادما على أي شيء". وقد نقل إلى المستشفى العسكري غاتا منذ العام 2012. وتدهورت حالته الصحية مؤخرا ووضع تحت التنفس الاصطناعي. وفي ساعاته الأخيرة تعرض "أفرَن" لفشل في وظائف العديد من الأعضاء بسبب كبر سنه، وتم نقله إلى وحدة العناية المركزة، حيث وضع على جهاز التنفس الصناعي، لكنه أسلم الروح بارئها رغم كل المحاولات الطبية. (الأناضول، الفرنسية، فرانس24، بي بي سي)

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه