نشرت جريدة النيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا على موقعها الإلكتروني الإثنين عن عدم حضور الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية عن اجتماعات البيت الأبيض أو قمة كامب ديفيد هذا الأسبوع. وقالت الجريدة الأمريكية إن عدم حضور العاهل السعودي هو على ما يبدو اشارة لاستيائها من الإدارة الأميركية على علاقات الولايات المتحدة مع إيران. ومؤخرا، قال البيت الابيض أن الملك سلمان سيأتي إلى "استئناف المشاورات بشأن حزمة واسعة من القضايا الإقليمية والثنائية"، وفقا لإريك شولتز، المتحدث باسم البيت الأبيض. ولكن يوم الاحد أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سوف يرسل ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودي، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع. وقالت الوكالة ان اجتماع القمة تتداخل مع وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام في اليمن، و أنه من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء السماح لإيصال المساعدات الإنسانية. و رأى مسؤولون عرب ، عدم حضور الملك الاجتماع باعتباره علامة على خيبة الأمل مما كان سيقدمه البيت الأبيض في اجتماع القمة وهو طمأنتهم أن الولايات المتحدة ستدعم حلفاءها العرب ضد ارتفاع ايران. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لم تكشف الجريدة عن اسمه "إنه عندما التقى الملك وزير الخارجية الأميركية جون كيري في الرياض الأسبوع الماضي، أشار إلى أنه كان يتطلع إلى القدوم إلى الاجتماع. ولكن في ليلة الجمعة، بعد وضع البيت الأبيض بيانا قائلا ان السيد اوباما سيعقد اجتماعا خاصًا مع الملك سلمان في واشنطن، تلقى مسؤولو الإدارة اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السعودي بأن الملك لن يحضر الإجتماع. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث علنا انه "ليس تعبيرًا عن خيبة الأمل" من السعوديين،. "، فإذا كان أحد يريد أن يعرب لك عن شيء، فإنه يتيح لك معرفة ذلك بطرق مختلفة". وقال جون الترمان، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "بالنسبة للبيت الأبيض فإنها تعتبر إشارة واضحة ، عندما يقول حليف وثيق لأميركا أن لديه شيء يمكن فعله أفضل من الذهاب إلى كامب ديفيد مع الرئيس الأميركي ، بعد بضعة أيام من إعلان البيت الابيض انه سيعقد اجتماع خاص قبل القمة مع قادة الخليج ". وكان السيد كيري قد التقى يوم الجمعة في باريس نظرائه من الدول العربية التي دعيت إلى اجتماع القمة - المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان - لمناقشة ما كانوا يتوقعون من اجتماع القمة، وللإشارة إلى ما تم إعداده من قبل الولايات المتحدة لتقديمه في كامب ديفيد. لكن مسؤولي الادارة الأميركية يقولون إن المسؤولين العرب قد ضغطوا عليهم من أجل إبرام معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة للدفاع عنهم إذا تعرضوا لهجوم خارجي. ولكن ذلك كان دائما ما يكون صعبا، لأن مثل هذه المعاهدات - على غرار ما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان - يجب أن يصدق من قبل الكونغرس. ويضيف التقرير أن الدول العربية غاضبة، من تصريحات أوباما الأخيرة في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز والذي قال أن حلفاءها مثل المملكة العربية السعودية يجب أن يقلقوا بشأن التهديدات الداخلية "و هي نفور الشباب من البطالة إلى أيديولوجية هدامة مثل داعش، وفي بعض الحالات، مجرد الاعتقاد أنه لا توجد وسائل سياسية مشروعة للتعبير عن النفس يعتبر خطر شديد". وقال خبراء السياسة الخارجية في الوقت الذي كان من المفترض أن يطمئن المسؤولون الأميركيون تلك البلدان من أن الولايات المتحدة ستدعمهم، سمعوا تصريحات بأن الولايات المتحدة الأميركية تطلب منهم تغيير سياساتهم، وهو ماأعتبره التقرير توقيت سيء للتصريحات . كما ان الدول العربية تسعى أيضًا لشراء المزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة، وهذا ما يواجه أيضا عقبة كبيرة – وهو الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل. وذلك أن الولايات المتحدة وضعت منذ فترة طويلة قيود على أنواع الأسلحة التي يمكن لشركات الدفاع الأمريكية بيعها للدول العربية، في محاولة للتأكد من أن إسرائيل تحافظ على ميزة عسكرية ضد الخصوم التقليديين في المنطقة. هذا هو السبب، الذي لم تسمح إدارة شركة لوكهيد مارتن لبيع الطائرة المقاتلة F-35، الذي يعتبر جوهرة من ترسانة أمريكا في المستقبل، إلى الدول العربية. مشروع الأسلحة الأغلى في العالم، الطائرة لديها قدرات التخفي وتمت الموافقة على بيعها لإسرائيل. وفي باريس يوم الجمعة، قال السيد كيري " أن الولايات المتحدة وحلفائها العرب، سيبلورون خلال القمة سلسلة من الالتزامات الجديدة التي من شأنها خلق مفاهيم أمنية جديدة، عبر مجموعة جديدة من المبادرات الأمنية التي من شأنها أن تأخذنا أبعد من أي شيء". والملك سلمان هو أحدث مسؤول عربي لن يحضر اجتماع القمة . فقد أعلنت الإمارات العربية المتحدة أن ولي العهد هو من سيحضر الاجتماعات. كما قال مسؤولون عرب أن السلطان قابوس بن سعيد قائد سلطنة عمان لن يحضر أيضا لأسباب صحية. وقال كريم سادجادبور، الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد كارنيجي للسلام الدولي إن قرار الملك سلمان لعدم حضور اجتماع القمة لا يعني أن السعودية سوف تتخلي عن الولايات المتحدة. وقال السيد صادق بور "إن السعودية ليس لديها حقا شراكة استراتيجية بديلة في موسكو أو بكين". وأضاف، "هناك فهم متزايد في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية صديقان وليسا حلفاء، في حين أن الولايات المتحدة وإيران حليفتان وليسا صديقتان."