2015-10-10 

ميسى.. فى زمنه فقط

حسن المستكاوي

•• لا أعترف بتلك المقارنات التى يخرجها خبراء ومحللون كل فترة.. بيليه أم دى ستيفانو.. مارادونا أم ميسى.. فلايوجد أفضل فى تاريخ الفن، وكل عمل فيه موهبة هو فن، ومن تلك الأعمال كرة القدم. وحتى لو كنا نقارن بين سيارات، فلاتوجد أيضا سيارة أفضل فى التاريخ. توجد فقط سيارة أسرع. سيارة أقوى. سيارة أكثر أمانا. سيارة أوسع.. فأول سيارة عرفها البشر كانت شيئا مدهشا ثم أصبحت بمقاييس العصر الحالى شيئا مضحكا. •• كتب جيمى كاراجر فى الديلى ميل مقالا اعتبر فيه ميسى أحسن لاعب فى تاريخ الأندية على الإطلاق.. لكنه ليس أحسن لاعب فى تاريخ كرة القدم، لأنه لم يحصل على كأس العالم. إلا أن ميسى أفضل من مارادونا مع بوكا جونيورز، ومع برشلونة، ومع نابولى. خاصة أن مارادونا الذى منح الفريق الإيطالى فترة ذهبية بانتقاله إليه عام 1987 وحتى 1990.. ففاز نابولى بالدورى الإيطالى مرتين، وكأس ايطاليا والسوبر الايطالى مرة واحدة، وكأس الاتحاد الاوروبى موسم 1989. •• تفوق ميسى أيضا على بيليه الحائز مع سانتوس على بطولة البرازيل 10 مرات وكأس الليبراتادورس مرتين، إلا أن بطولات أمريكا الجنوبية ليست بقوة البطولات الأوروبية. وبالطبع توج بيليه بكأس العالم ثلاث مرات. لكنه لاينافس ميسى، حسب كاراجر، على مستوى الأفضل فى تاريخ الأندية. ويدخل السباق بالطبع يوهان كرويف نجم فريق أياكس أمستردام الهولندى بطل أوروبا ثلاث مرات وأحد عناصر الإبداع فى أسلوب الكرة الشاملة الذى أبهر العالم فى السبعينيات من القرن الماضى. كما ساهم فى فوز برشلونة ببطولة إسبانيا لأول مرة بعد غياب 13 سنة حين لعب بالفريق. وقد فاز كرويف بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات. •• المنافس الآخر هو فرانز بيكنباور أول ظهير قشاش حر. وكنت أنا أراه وليس جيمى كاراجر، آخر المهاجمين فى بايرن ميونيخ وأول المدافعين. وفاز ببطولة أوروبا ثلاث مرات وفاز بالكرة الذهبية مرتين. أما دى ستيفانو فهو اعتبر منافسا قويا لميسى فقد فاز بكأس أوروبا خمس مرات على التوالى، وفى كل مباراة نهائية كان يسجل هدفا. •• كتب كاراجر فى المقال أنه كان يجلس فى الاستديو التحليلى لمحطة سكاى، فقفز فوق مقعده مع الآخرين وصاحوا جميعا وصرخوا انبهارا بمهارة ميسى. لكننى مازلت أرى أن ميسى بموهبته الفردية العبقرية هو نتاج عمل جماعى فى فريقه وفى كرة القدم. والجيل الذى عاصر بيليه أو دى ستيفانو كان يصرخ ويقفز وينبهر ويستمتع ويشعر بالبهجة كلما شاهدهما يلعبان. ونعم أرقام ميسى قياسية لكنها ليست أرقامه وحده، فهى بمساندة مجموعة من اللاعبين. وتلك المقارنات تجرى بين عصور مختلفة لكرة القدم. وكل زمن للعبة كانت فيه درجات صعوبة، تتبعه تدريبات خاصة للتغلب على تلك الصعوبات.. وصحيح الكرة الآن أصعب وأكثر تعقيدا من عصور المساحات الواسعة واللعب البطىء، والخطط الهجومية.. الكرة الآن جهد أكبر ولياقة أكبر ومساحات أضيق ودفاعات صارمة.. لكنها تهزم هذا باللعب الجماعى الذى لم يكن بنفس الصورة قبل عقود سابقة. •• هنا يكون ميسى الأفضل فى زمنه. ولكنه ليس الأفضل فى كل العصور لأن أساس المقارنة خطأ. *نقلاً عن صحيفة "الشروق"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه