لاتزال علاقة وكالة المخابرات الألمانية ( بي إن دي) بوكالة الأمن القومي الأمريكية تثير الكثير من الجدل ، حيث ذكرت تقارير إعلامية جديدة أن الملايين من البيانات الشخصية ترسلها المخابرات الألمانية لنظيرتها الأمريكية يوميا. وذكر موقع دي تسايت الألماني الإخباري اليوم الثلاثاء أن وكالة المخابرات الألمانية (بي.إن.دي) ترسل كميات هائلة من بيانات المكالمات الهاتفية والرسائل النصية إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية شهريا. وسلط التقرير الضوء على نطاق التعاون المخابراتي الذي أثار جدالا سياسيا في ألمانيا. وتعرض طاقم موظفي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للانتقاد، حيث اتهموا بإعطاء الموافقة لمساعدة وكالة الأمن القومي الأمريكية للتجسس على المسؤولين والشركات الأوروبية. وأظهرت استطلاعات للرأي أن الفضيحة بدأت تضر بشعبية ميركل التي يتولى مكتبها مهمة الإشراف على المخابرات. ونقل الموقع الإخباري عن وثائق سرية أنه من بين نحو 220 مليونا من بيانات التعريف التي تجمع يوميا يرسل نحو 1.3 مليار بيان كل شهر إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية. وتشمل البيانات مواد خام من الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية تضم تفاصيل عن المتصل أو أوقات الإرسال لكن لا تشمل المضمون. وذكر الموقع أن ما يتم إرساله على وجه الخصوص يتعلق بالاتصالات الأجنبية في مناطق الأزمات. ونقل الموقع عن مسؤول عن حماية البيانات في الوكالة الألمانية "هناك شكوك في أن مثل هذه الممارسة تغطيها القوانين الألمانية." ورفضت المتحدثة باسم الوكالة التعليق على الموضوع. من جهتها قالت مصادر استخبارات ألمانية الأسبوع الماضي إنها أوقفت مراقبتها للانترنت لصالح وكالة الأمن القومي الامريكية. وحاولت ميركل التي تشدد على ضرورة تعاون ألمانيا مع وكالة الأمن القومي الأمريكية لمكافحة الإرهاب الرد على الانتقادات الموجهة إلى مكتبها يوم أمس الاثنين. وقالت إن طاقم موظفيها تصرفوا "وفقا لحدود معرفتهم وبضمير حي." وأشارت التقارير الاعلامية إلى أن واشنطن لم تعرض إطلاقا على ألمانيا إبرام اتفاق للامتناع عن التجسس كما قالت ميركل ومساعدوها.