يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقد اجتماع منفصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل القمة الأمريكية الخليجية المرتقبة. وبحسب البيت الأبيض كان قد كان مقررا أن يكون الاجتماع بين الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي الذي عدل عن الزيارة هو وثلاثة زعماء خليجيين في إشارة قال مراقبون أنها تعني عدم رضاء الخليج عن الاتفاق النووي الذي تقوده واشنطن مع إيران. وتبدأ القمة مع دول مجلس التعاون الخليجي الست مساء الاربعاء بعشاء في البيت الابيض وتستمر الخميس في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد. ودعا اوباما دول المجلس -السعودية والكويت وقطر ودولة الامارات العربية وسلطنة عمان والبحرين- بعد ان توصلت القوى العالمية الست الى اتفاق إطار مع ايران من شأن ان يخفف العقوبات على طهران في مقابل كبح برنامجها النووي. وتشعر الدول الخليجية بقلق من ان اتفاقا نوويا سيقوي ايران في وقت تمارس في الدولة ذات الغالبية الشيعية نفوذا في بؤر للاضطرابات في المنطقة بما في ذلك اليمن وسوريا. واستغل اوباما مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط التي مقرها لندن لتجديد دعم الولايات المتحدة لحلفائها الخليجيين عشية القمة. وأبلغ الرئيس الامريكي الصحيفة التي تصدر باللغة العربية "يجب ألا يكون هناك أي شك حول التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة والتزامنا بشركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي." وقال اوباما ان ايران "منخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة بما في ذلك دعم ايران لجماعات ارهابية" وان ذلك يبرر اهمية الوصول الي اتفاق لكبح طموحات طهران النووية. ودافع عن التواصل مع طهران قائلا انه وسيلة لدمج ايران في المجتمع الدولي وتعزيز زعمائها الاكثر اعتدالا. وأبلغ اوباما الصحيفة "حتى ونحن نسعى الى اتفاق نووي مع ايران فان الولايات المتحدة تبقى يقظة ضد تصرفات ايران المتهورة الاخرى." واضاف قائلا "من المهم أن نتذكر أن إيران تتورط بالفعل في هذه الأنشطة من دون ترسانة نووية. ويمكننا أن نتصور كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر استفزازا إذا كانت تمتلك سلاحا نوويا... سيكون أصعب على المجتمع الدولي مواجهة وردع تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار. وهذا هو أحد أسباب الأهمية البالغة للاتفاق الشامل الذي نسعى إليه مع إيران." "من الممكن إذا استطعنا التعامل مع المسألة النووية بنجاح وتبدأ إيران في تلقي موارد من جراء تخفيف بعض العقوبات النووية فإن ذلك قد يؤدي إلى استثمارات إضافية في الاقتصاد الإيراني وفرص أكبر للشعب الإيراني وهذا قد يقوي القادة الأكثر اعتدالا داخل إيران." وقال اوباما ان الهدف من القمة الخليجية-الامريكية هو "تعزيز وتقوية شراكتنا الوثيقة بما في ذلك التعاون الأمني ومناقشة كيفية مواجهة التحديات المشتركة معا." واضاف ان المناقشات ستتناول ايضا "العمل على حل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط التي قضت على حياة أعداد كبيرة من الأبرياء وتسببت في الكثير من المعاناة لشعوب المنطقة." وفيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي-الفلسطيني قال اوباما انه لم يتحقق تقدم نحو حل الدولتين بسبب "انهيار المحادثات وتصاعد التوتر في القدس الشرقية والضفة الغربية ونشوب الصراع في غزة الصيف الماضي. واضاف قائلا "ليس سرا أننا الآن أمام طريق شاق للمستقبل. ونتيجة لذلك تراجع الولايات المتحدة بعمق أسلوب تعاملها مع الصراع." وقال اوباما "نحن نتطلع إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة وإلى الفلسطينيين لإظهار التزام حقيقي بحل الدولتين من خلال السياسات والأعمال. وحينذاك فقط يمكن إعادة بناء الثقة وتجنب حلقة التصعيد."