كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن ظهور أدلة جديدة تؤكد تسريبات صوتية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من مساعديه يخططون فيها للتأثير على القضاء واستخدام الإعلام. وقالت الصحيفة إن شركة متخصصة في فحص التسجيلات الصوتية قدمت تقارير للشرطة البريطانية المكلفة من محامين يمثلون الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان، إذ يرغبون في استخدام هذه التسجيلات كدليل لإحدى القضايا في بريطانيا التي تتهم النظام المصري الجديد بالتعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان. وأكدت التقارير وجود دليل "ينطوي على قدر لا بأس به من القوة" يؤكد صحة صوت السيسي في اثنين من التسجيلات وصوت اللواء محمود شاهين في تسجيل ثالث. وأفادت التقارير بأن احتمالية فبركة هذه التسجيلات عن طريق تقطيع جمل قيلت في سياق آخر، غير وارد مشيرة إلى استحالة هذا النوع من الفبركة. وقالت شبكة دويتتش فيله الألمانية إن المثقفين المصريين والدبلوماسيين العرب والغربيين في القاهرة، على ثقة بصحة هذه التسجيلات، التي يرجح أنها تمت داخل مكتب اللواء عباس كامل في الفترة التي سبقت ترشح السيسي لانتخابات الرئاسة. وتطرق تقرير "نيويورك تايمز" إلى رد فعل الإعلام المصري على هذه التسجيلات، ففي الوقت الذي تجاهل إعلام الدولة الأمر تماما، واصلت القنوات الخاصة التهليل للسيسي كما تفعل منذ إسقاط مرسي في 2013. ويتحدث اللواء شاهين في التسجيل الخاص بمحمد مرسي، مع وزير الداخلية وقتها ويطلب منه فبركة وثيقة بتاريخ قديم للتغطية على فترة احتجاز مرسي في معسكر حربي وليس في سجن مدني. وفيما يتعلق بالإعلام يتحدث اللواء كامل في أحد التسجيلات عن دعم فكرة المناقشات على القنوات الإخبارية لكن مع التأكيد على أن أي نقد للرئيس هو نقد للأمة. أما التسجيلات التي تتعلق بالشركاء الخليجيين، فيطلب السيسي من اللواء كامل في أحدها، الاحتفاظ بأموال خليجية في حسابات خاصة بالجيش وبعيدا عن نفوذ الحكومة. ويتحدث السيسي في التسجيل عن مليارات من دول خليجية ثم يختتم حواره بأن "هؤلاء لديهم أموالا مثل الأرز". وكما هو متوقع انقسمت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي إذ تعهدت قناة تليفزيونية محسوبة على الإخوان، ببث المزيد من التسريبات وتصعيد الموقف. أما تعليقات المؤيدين للسيسي فدارت في مجملها حول "نظرية المؤامرة" إذ شكك البعض في محتوى الخبرلمجرد أنه نشر من قبل صحيفة أمريكية كما اعتبر البعض تقرير النيويورك تايمز، بمثابة استمرار "للحملة على مصر من الأعداء في الغرب".