2015-10-10 

إعلاميون: الشيخ زايد كرس حرية الإعلام والتعلم

أكد المشاركون في الجلسة الحوارية التي أقيمت مساء أمس في ختام معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، رسخ لحرية الرأي والتعبير وإعلاء قيم الثقافة والفكر والشفافة ودعم وساند وصول الكلمة الصادقة والصحيحة إلى المجتمع الإماراتي. حملت الندوة عنوان "الشيخ زايد والإعلام" وقال الإعلامي عبد الوهاب قتايه الذي أدار الجلسة وأحد الذين عملوا بالاعلام الإماراتي في بداياته أن الشيخ زايد أحد صناع التاريخ العربي الحديث وشخصية مميزة في حياة الأمة العربية. وتحدث في الندوة الاعلامي حمدي تمام أحد الاعلاميين الأوائل الذين عملوا مع الشيخ زايد وصاحب كتاب "القائد والمسيرة" الذي بلور وعرض رحلة ومسيرة الشيخ زايد، وسرد تمام الكثير من المواقف التي تكشف عن الدور الذي لعبه الشيخ زايد في بناء مجتمع الامارات ثقافيا وتعليميا وإعلاميا، وقال أنه كان قريبا منه يوم افتتاح الدور الأولى لمعرض أبوظبي للكتاب، وشاهده وهو يتوقف أمام دور النشر ويطالع الكتب التراثية والشعرية والأدبية، وأنه قبيل انتهاء جولته نادى مدير الديوان علي الشرفي طالبا منه أن يستعرض ما تقدمه دور النشر ويختار بعض العناوين التي تفيد الشباب والناشئة ويركز على كتب التراث والشعر والعلوم وكتب الأطفال وأن يدفع ثمنها من الأموال الخاصة به، وأن يقوم بعد ذلك بتقسيمها وتسليمها لإدارات المكتبات في مدارس الإمارات كافة وبالأخص مدارس المنطقة الشمالية. وقال تمام "لقد عرفت بعد ذلك أن قيمة المنحة بلغت 10 مليون درهم، لذا علينا أن نتأمل سنوات حكمه رحمه الله منذ تولى سدة الحكم في أبوظبي وحتى الاتحاد وترأسه لدولة الامارات، حيث صاغ وجدان الأمة وكرس الملامح الفكرية للوطن، وبنى دعائم العمل الإعلامي وحدد عناصر نجاحه وتشجيعه سواء ماديا أو معنويا.. لقد عايشت ردود أفعاله ووتقبله للأحداث وكيف يتصرف في مواجهتها، وكيف كان الاعلام أحد خطوط دفاعه الأساسية لتحقيق الاتحاد، بل كان الاعلام القوة المحورية التي ساندت القائد في مشروعه". وأكد أن التعليم والإعلام كانا الركيزة الأساسية للشيخ زايد في إحداث التنوير الثقافي للامارات وكثيرا ما سمعته يقول "العلم بصر" كما سمعته يردد في إحدى زياراته للمدارس "لو لم أكن حاكما لوددت أن أكون معلما". وعندما تولى الحكم في أبوظبي رأى أن الإمارة الوليدة لابد أن يصل صوتها إلى كل مكان وخاصة في المجال الاعلامي وهي تبشر بالاتحاد والامل والحب وهي دعوة قومية تتطلب إعلاما وطنيا قويا يبعث الامل والثقة للمضي قدما في تحقيق التقدم". وأضاف تمام "للحقيقة والتاريخ أقول أن إعلام الإمارات تحت قيادة الشيخ زايد كان على قدر المسئولية، فقد مارس دورا إيجابيا منفتحا في مضمونه في ظل قيادة لم تمارس أي قيود من أي نوع على العمل الاعلامي أو الحريات المهنية ، ووفر لها الأب المعلم كل أنواع الدعم حتى تمارس عملها بكل مهنية، وسوف يذكر التاريخ للشيخ زايد حفاظه على الحريات كافة والحريات الاعلامية خاصة، وأنه لم يقصف قلما أو يسجن كاتبا أو صاحب رأي، وكان الاعلام العون الكبير للارادة السياسية المتأثرة بالشيخ زايد، كما كان الجسر الذي يربط بين القائد والشعب في منظومة متكاملة متفانية كانت جديرة أن يرعاها الله وأن يكتب لها التوفيق والنجاح في رفع اسم الامارات، وكان الاعلام لاعبا وشريكا أساسيا في تحقيق التقدم والتطور، كان الشيخ زايد يرى أن الاعلام هو صوت الاتحاد وصوت الشعب الموجه للمسئولين وعليه أن يقوم بهذا الدور دون أية عراقيل، مؤمنا أن الحرية الاعلامية هي امتداد لحرية الانسان وحقه في التعبير عن رأيه". وحكى تمام أنه عند إصدار جريدة الاتحاد ظلت ثلاث سنوات توزع مجانا، "ذهبنا إليه أكثر من مرة لمناقشة بيع الجريدة وكان يرفض قائلا "نحن نعطي العلم والنور والماء فكيف نبيع الجريدة.. لا". وقال علي عبيد الهاملي مدير مركز الاخبار في تليفزيون دبي والمدير العام السابق لتليفزيون أبو ظبي "لولا هذا القائد العظيم ما كنا ننعم بكل هذه الرفاهية والعلم والنور والثقافة، وكل ما نشاهده أمامنا الآن في معرض أبوظبي الدولي للكتا، ومثلما كانت الامارات محظوظة بقائد تاريخي عظيم فإن الإعلام الاماراتي والعربي والدولي أيضا كان محظوظا بهذا القائد لأسباب، عديدة منها معرفته بقيمة ودور الاعلام والنور الذي يمكن أن ينقله للشعب ومدى ما يمكن أن يسهم به في المعرفة والتنمية". وأشار أن اهتمام الشيخ زايد لم يكن وليد الصدفة أو نتيجة قيام دولة الامارات العربية المتحدة وتأسيسها على يده، ولكن سبق هذه المرحلة بفترة طويلة، فاهتمامه ـ رحمه الله ـ بالاعلام واهتمام الاعلام أيضا بالشيخ زايد، بدأ قبل أن يتولى مقاليد الحكم في أبوظبي وذلك عندما كان ممثلا للحاكم في المنطقة الشرقية، ثم استمر بعد ذلك بعد توليه حكم أبوظبي وتنامى دون شك بعد قيام دولة الامارات المتحدة على يده، ونستدل على ذلك من كم الاحاديث الصحفية التي أدلى بها الشيخ زايد قبل قيام الاتحاد وأيضا مجموعة المقابلات التليفزيونية والاذاعية التي أجريت معه قبل قيام الاتحاد، إن هذه الاحاديث والمقابلات على اختلافها تعطينا فكرة واضحة عن رؤيته كيف كان يفكر وكيف كان يحلم وكيف كان يخطط لتحقيق أحلامه، لقد أبحرت في هذه الاحاديث والمقابلات ما بين 1968 و1971 ووجدت أن ما قاله الشيخ زايد هو ما فعله فعلا، لم يختلف فعله عن قوله. لذلك كان الاعلاميون محظوظون بشخصيته، بحسب قوله.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه