2015-10-10 

ولهذا برشلونة هو البطل

بي.بي.سي

عشرة عوامل انتشلت الفريق الكتالوني من موسم خرج فيه خالي الوفاض (2013/2014) ووضعته على عتبة حصد الثلاثية في هذا الموسم للمرة الثانية في تاريخه. وحقق الفريق الكتالوني أول ألقابه هذا الموسم، بفوزه على مضيفه أتليتكو مدريد مساء الأحد بهدف نظيف، ليحصد الفريق لقب الدوري الإسباني رسميا. كما سيلتقي يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا، وأثليتك بلباو في نهائي كأس الملك. هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عددت هذه العوامل في تقرير مطول عن نجاح البارسا هذا الموسم. على رأس هذه العوامل بالطبع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي عاد إلى سحره هذا الموسم، خاصة منذ بداية العام الجديد، ليقدم مستوى ربما يكون الأفضل له عبر مسيرته مع الكرة. كان لتحول مركز النجم الأرجنتيني ليلعب على الجناح الأيمن، أثر في زيادة عدد تمريراته الحاسمة بشكل ملحوظ، لتشكل إضافة أيضا إلى ما يحرزه من أهداف. كما كان لدخول لويس سواريز في تشكيلة فريق برشلونة عقب نهاية فترة إيقافه، وهو العامل الثاني، دور كبير في استعادة ميسي لتأثيره المهم على الفريق، فاللاعب الاورغواياني أحرز حتى الآن 24 هدفا، في أول مواسمه في كامب نو. ثم العامل الثالث هو استطاعة المدرب لويس اينريكي أن يصل إلى النسق الهجومي المتكامل الذي يعتمد فيه بشكل أكبر على القدرات الهجومية لثلاثي المقدمة، عوضا عن مهارات لاعبي الوسط وتمريراتهم الحاسمة. وبدا الفارق جليا بعد أن أصبح الفريق يلعب كوحدة واحدة متكاملة، بعد أن كان مجرد مجموعة من اللاعبين الماهريين الذين يلعبون بمنأي عن بعضهم البعض. كما استطاع أن يحول لاعبيه إلى خبراء في الكرات الثابتة، سواء المحتسبة للفريق أو عليه، حتى أن هدف بايرن ميونيخ الأول في شباك برشلونة في لقاء العودة من نصف نهائي دوري الأبطال، كان الأول الذي يتلقاه الفريق الكتالوني من ضربة ركنية أو كرة ثابتة، منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في الوقت الذي أصبح فيه جيرارد بيكيه أفضل مدافع يسجل أهدافا لبرشلونة في العقدين الماضيين، بتسجيله سبعة أهداف هذا الموسم، وحتى ميسي استطاع أن يسجل برأسه هدفا من ضربة ركنية، ليؤمن فوزا خارج الديار على ايبار. وفي الموسم الماضي قد التقى البارسا أتليتكو مدريد في ست مناسبات، ولم يستطع أن يهزمه في أي مرة في كل المنافسات، بما فيها التعادل الأخير في كامب نو بهدف لكل فريق، والذي أمن فوز أتليتكو بدرع الليجا الموسم الماضي. وفي يناير كانون الثاني الماضي، استطاع برشلونة أن يهزم فريق المدرب دييغو سيميوني ثلاث مرات في أسبوعين ونصف، بواقع مرة في الليجا ومرتين في كأس الملك، لتأتي هذه الانتصارات متزامنة مع وصول برشلونة للنسق المطلوب منه، لتبدأ بذلك حقبة الشكل الجديد للبارشا، وليتجلى التفوق على أتليتكو في الموسم الحالي بفوز جديد يوم الأحد، ضمن به الفوز بلقب الدوري لهذا الموسم. فيما وضع مسؤولو برشلونة أيديهم على مواطن الضعف في الفريق، ليقوموا بتدعيمها بشكل صادف نجاحا كبيرا. أما العامل السابع فكان هو الحفاظ على نظافة الشباك فالحارس برافو قدم مستويات مبهرة على مدار الموسم، والمدافع جيرارد بيكيه تجاوز أزمة في الثقة بالنفس واستعاد كثيرا من مستواه السابق، ليثبت اسمه كواحد من أفضل المدافعين في العالم حاليا. وبينما عانى ريال مدريد من الإصابات التي ضربت أعمدة هامة في صفوف الفريق، أمثال لوكا مودريتش، خاميس رودريغز، غاريث بيل، كريم بنزيما، سيرخيو راموس وبيبي.. في حين أن برشلونة دخل المراحل الهامة من الموسم بصفوف مكتملة، إذ تعافى المدافع توماس فيرمالين أخيرا من الإصابة التي لازمته منذ انتقاله من أرسنال في الصيف الماضي. وإينريكي يصر على أن ندرة الإصابات في الفريق لم تأت بمحض الصدفة، مرجعا ذلك إلى استراتيجيته في مداورة اللاعبين، والتي تجعلهم دائما جاهزين بدنيا وبعيدين عن الإصابات. مرة أخرى ظل أتليتكو مدريد فريقا قويا صعب المراس، إلا أنه لم يحافظ على النسق الذي أدى به الموسم الماضي، وفاز به بلقب الدوري. أما ريال مدريد، فقد تعرض لصدمة كبرى في ديسمبر الماضي، بعدما فاز بكأس العالم للأندية، وأنهى مسيرة من 22 انتصارا متتاليا. وانتشرت جملة أن انتصارات البارشا هذا الموسم جاءت "رغما عن" المدرب، وليس "بفضل" المدرب، والغريب أن مثل هذا الرأي جاء من غرفة ملابس الفريق أيضا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك العديد من الجمل التي تتردد حول أن القائد الحقيقي للفريق والروح الحقيقية للتغييرات التكتيكية، هو نجم الفريق ليونيل ميسي، والذي اصطدم مرات مع إينريكي. على الجانب الآخر، فإنه من المؤكد أن نجاح الفريق عبر الأشهر الماضية، كان يتطلب درجة عالية من الإدارة الناجحة للمدرب، خاصة في غرف الملابس.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه