2015-10-10 

سقوط الرمادي يضعف مصداقية إدارة أوباما

من القاهرة، حسين وهبه

سدد سقوط مدينة الرمادي في قبضة تنظيم داعش ضربة مهينة للجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة التنظيم. وآثار الشكوك في قدرات ومصداقية القوات العراقية التي تعاني تراجع كبير لدى العراقيين. فرغم حملة الغارات الجوية اليومية التي يشنها الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة منذ عشرة أشهر، وجهوده المكثفة منذ العام الماضي من أجل تسليح وتدريب القوات الحكومية وقوات "الحشد الشعبي" تمكن مقاتلو تنظيم داعش من السيطرة على الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق. ويأتي سقوط الرمادي في وقت يردد البنتاغون يومياً أن الجهاديين في موقع دفاعي، أنه التنظيم في تراجع على الأرض، وهو مايشكل نكسة كبيرة لإدارة أوباما. ولطالما قلل البنتاغون من الأهمية العسكرية لمدينة الرمادي التي كانت المعارك تجري منذ 18 شهراً من أجل السيطرة عليها بين الجهاديين والقوات الحكومية العراقية، إلا أنه اعترف الآن أنّ سقوط الرمادي يشكل "انتكاسة" في حملة مكافحة الجهاديين ولو أن المدينة لا تعتبر استراتيجية من الناحية العسكرية. وبحسب دويتشه فليه قال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن : وأوضحنا أنه ستكون هناك عمليات كر وفر، وانتصارات وانتكاسات إلا أنّ ما حصل يعد انتكاسة، مضيفاً في الوقت نفسه أن القوات العراقية ستستعيد المدينة. وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن دمبسي في تصريحات سابقة عن أمله في ألا تسقط الرمادي،قائلا: لكنها لن تكون نهاية الحملة ضد تنظيم داعش إن سقطت. وأشار إلى أن مصفاة بيجي شمال بغداد التي تتعرض لهجمات ضارية من الجهاديين لها قيمة استراتيجية أكبر. وأكدت ايلن ليبسون رئيسة مجموعة ستيمسون سنتر للدراسات أن الأحداث اتخذت مجرى خطيراً جداً، لافتة إلى أنّ مايثير القلق هو قرب الرمادي من بغداد وكون القوات العراقية عاجزة عن ضمان أمن المحاور المؤدية إلى العاصمة. وبدورها توقعت زينب العصام الخبيرة في مجموعة اي اتش اس للأبحاث الاستراتيجية، أنّ يشن تنظيم داعش هجمات نحو بغداد وكربلاء مما سيضعف مصداقية الحكومة العراقية المتدنية أساساً، لاسيما بعد سقوط الرمادي. ويرى جيم فيليبس من مجموعة هيريتاج فاونديشن المحافظة للدراسات حيث اعتبر أن سقوط الرمادي نذير شؤم للخطط العراقية والأميركية لاستعادة الموصل كبرى مدن شمال العراق والتي تشكل استعادتها من الجهاديين الهدف الأكبر للائتلاف. وأكد أن سقوط الرمادي نكسة كبرى لإدارة أوباما وللحكومة العراقية. وخالفة في الرأي ايلن ليبسون من مجموعة واشنطن انستيتيوت للدراسات الذي توقع أن قرب الرمادي من العاصمة العراقية يحتم في مطلق الأحوال على حكومة بغداد شن هجوم مضاد، مرجحا تقدم القوات العراقية من جديد في الجزء الأكبر من المدينة بشكل سريع خلال الأسابيع المقبلة. ونقلت بي بي سي عن الاندبندنت وصفها سقوط الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، بأنه أسوأ كارثة عسكرية تمنى بها الحكومة العراقية منذ أكثر من عام. وحذرت أنه بعد سقوط الرمادي أضحى القتال يركز حاليا على الدفاع عن الطريق إلى العاصمة بغداد، التي تبعد عنها 70 ميلا. رأت ديلي تليغراف أن هذه التطور يطرح تحديا جديدا أمام الغرب، لاسيما أنه وقع بعدما ظنت معظم الحكومات الغربية أن تنظيم داعش تراجعت قوته.بحسب بي بي سي وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي - إن سقوط الرمادي يعني أن التنظيم لا يزال بوسعه تحقيق مكاسب مهمة في مواجهة القوات الحكومية التي تعوزها الكفاءة. ولفتت إلى أن الوضع الراهن في العراق يمثل انتكاسة خطيرة لكل السياسيين الغربيين، سواء في واشنطن أو لندن، الذين ظنوا أنه يمكن مواجهة تهديدات داعش من خلال الإكتفاء بتقديم دعم عسكري محدود وتدريب القوات العراقية. ومع تراجع القوات العراقية تبرز إلى الصدارة الفصائل الشيعية التي استغاثت بها حكومة بغداد غير أن واشنطن تنظر بريبة إلى تدخلها. وقال الكولونيل ستيفن وارن إن "الفصائل لديها دور تلعبه طالما أنها تحت سيطرة الحكومة العراقية". وبينما اعربت ايلن ليبسون عن قلقها من تدخل الفصائل، مشيرة إلى أنهم لا يملكون حتى الآن معلومات تمكننا من الحكم" عليها مضيفة "لا نعرف بعد إن كانت الفصائل الشيعية ستتحرك بشكل مستقل أم أنها ستساند فعلاً القوات العراقية". وقال مايكل نايتس "هناك أمثلة لسكان من محافظة الأنبار يقبلون بدعم الفصائل الشيعية" طالما أنها "لا تذهب أبعد مما ينبغي".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه