أرجع تقرير نجاح مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم داعش في السيطرة على مساحات شاسعة من العراق آخرها الرمادي إلى ضعف العراقيين. وأفاد التقرير الذي حمل عنوان "تداعيات سقوط الرمادي على إدارة أوباما" بأن الإسلاميون يستمدون قوتهم من ضعف الشعب العراقي، الذي ازداد انقساماً في الآونة الأخيرة. وأشار التقرير المنشور على موقع مؤسسة دويتش فيله الألمانية إلى عملية تدريب القوات العراقية التي أظهرت نجاحا محدوداً، ففي كثير من الأحيان يهرب جنود القوات العراقية كلما تقدم المقاتلون الإسلاميون. وأضاف التقرير فالشيعة الذي يتولون الحكم يرفضون تزويد المقاتلين السنة بالسلاح والمال، بسبب انعدام الثقة. كما أن السنة ينظرون إلى مساعدة إيران للحكومة العراقية بعين الريبة. ولا يتوقع الكاتب الألماني سوريك ميودراغ الذي أعد التقرير أن يذهب الأمريكان للقتال على الجبهة ضد الإرهابيين، حتى رغم تزايد عدد المواطنين الأمريكيين الذين يطالبون بمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". بير في سياسة المحافظين لدى "مجلس السياسة الخارجية الأمريكية": لقد وضعنا أمامنا هدف القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكننا خائفون من التكلفة التي يتطلبها تحقيق ذلك الهدف". وفق لنتائج دراسة قام بها مركز بيو Pewللأبحاث فإن47 في المائة من الأميركيين مع استخدام القوات البرية في العراق، مقابل معارضة ل 49 في المائة. وقبل بضعة أشهر، كان عدد المعارضين أكبر بكثير، وهو ما يشجع متشددين مثل جون ماكين لمواصلة وعوده بإرسال جنود أمريكيين إضافيين إلى العراق. كما عبر ماكين عن أمله أن يدفع الضغط السياسي على البيت الأبيض إلى تغيير الرئيس لموقفه. وإلى حدود الوقت الحالي فإن أوباما يرفض إرسال قوات برية إلى العراق، وبدلاً من ذلك يعتمد على المقاتلات الأمريكية لمواجهة الإسلاميين. ومؤخراً أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال ألفي صاروخ إضافي مضاد للدبابات للجيش العراقي. فيما سخر من موقف المسؤولين الأمريكيين الذين يشعر بالحزن من أجلهم لأنهم مُجبرين على شرح سياسة بلاده في العراق وسوريا للرأي العام الأمريكي مشيرا إلى مقابلة صحفية حول نفس الموضوع مع مجلة "ذي أتلانتيك"، إذ لم يعط الرئيس الأمريكي باراك أوباما انطباعاً بالثقة والسيطرة حيث قال: "لا أعتقد أننا نخسر، ففي كل حرب، هناك صعود وهبوط". مضيفاً أن ما وقع في الرمادي هو "انتكاسة تكتيكية"، لا أكثر.