السعودية ترفض الرضوخ لضغوطات الإدارة الأمريكية بشأن حرب الأسعار

أبدت السعودية صرامة ومقاومة كبيرة للضغوط الأمريكية التي تهدف لإنهاء حرب الأسعار. 

وكالة بلومبرج أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن السعودية لم تظهر أي علامة على الرضوخ لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف حرب أسعار النفط مع روسيا، وبدلاً من ذلك، رفعت المملكة إمدادات النفط الخام إلى مستويات قياسية.

وقال ترامب ليلة الثلاثاء إنه تحدث إلى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في محاولة للتوسط في هدنة بين أكبر مصدري نفط في العالم.

و بدأت المملكة العربية السعودية هذا الشهر زيادة الإمدادات إلى أكثر من 12 مليون برميل في اليوم ، وهو الأكبر على الإطلاق ، وفقًا لمصدر مطلع. 

و أصرت السعودية حتى الآن على عدم التراجع عن قرارها الذي تسبب في إغراق السوق العالمية إلا إذا وافق جميع المنتجون البارزون في العالم - بما في ذلك الولايات المتحدة - على خفض الإنتاج وفق التقرير.

ويأتي الموقف السعودي الصارم في الوقت الذي أبدت فيه روسيا نبرة تصالحية أكثر ، حين أكدت أنها ستتجنب زيادة كبيرة في الإنتاج ، لكنها لم تقدم أي مقترحات ملموسة لإنهاء حرب الأسعار مع حليفتها السابقة أوبك +.

ويشير التقرير إلى أن ترامب قرر إستخدام القنوات الدبلوماسية لانهاء تأثير حرب الأسعار على صناعة النفط الصخري الأمريكي، لكن مهمته في كبح جماح الإمدادات العالمية فشلت إلى حد الآن .

وقال محللون في مجموعة غولدمان ساكس جروب في مذكرة " تنسيق السياسات من قبل أوبك + والولايات المتحدة ومنتجي النفط على نطاق أوسع يمكن أن ينقذ السوق".

و قال مسؤول روسي رفيع المستوى أنه وبينما لم تجري موسكو محادثات مع السعودية بعد ، فإنها لا تعتزم زيادة الإنتاج بالنظر إلى الوضع الحالي للسوق، دون الاشارة إلى أن روسيا على استعداد للنظر في خفض الإنتاج.

وقال كريس بيك ، عضو اللجنة التنفيذية في  شركة تجارة النفط "فيتول"، إن الطلب العالمي على النفط ، والذي يبلغ عادة حوالي 100 مليون برميل يوميًا ، من المحتمل أن ينخفض ​​إلى 30 مليون برميل يوميًا في أبريل.

وقال المسؤول الروسي إنه ليس من المنطقي أن يعزز المنتجون الإنتاج في الوضع الحالي.

وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد أكد الشهر الماضي أنه يمكن لبلاده أن ترفع الإنتاج بما يتراوح بين 200 ألف إلى 300 ألف برميل يوميا على المدى القصير ، وبقدر يصل إلى 500 ألف برميل يوميا في المستقبل القريب.

وأكد ترامب مساء الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستنظم لمحادثات مع السعودية وروسيا بهدف وقف الانهيار غير المسبوق في أسعار النفط ، إذا لزم الأمر.

وقالت وزارة الطاقة الأمريكية في بيان إن وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت أجرى "مناقشة مثمرة" مع نوفاك يوم الثلاثاء واتفقا على "مواصلة الحوار بين منتجي ومستهلكي الطاقة الرئيسيين ، بما في ذلك من خلال مجموعة العشرين". 

وقالت وزارة الطاقة الروسية بشكل منفصل إن الجانبين اتفقا على أن العرض المفرط للنفط يضر بالاقتصاد العالمي.